في أبريل 2014 تعرضت نحو 300 طالبة نيجيرية للاختطاف على يد جماعة بوكو حرام الإرهابية، واستطاع عدد منهن الهروب.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في تقرير لها،  أن إحدى الطالبات المختطفات تدعى كونا بيتروس قررت اتخاذ خطوة جريئة حتى لا تقع أسيرة في أيدي مسلحي الجماعة.

الفتاة قررت رمي نفسها من شاحنة تقل المختطفات من مدرسة شيبوك قبل وصولها إلى أحد أوكار بوكو حرام في إحدى غابات شمال شرقي نيجيريا ونجح مسعاها.

وبعد أسابيع من الحادثة، جاء شخص إلى العاصمة النيجيرية أبوجا وعرض منحة ومأوى على بيتروس وعدد من زميلاتها في الولايات المتحدة الأميركية.

وتقول "وول ستريت جورنال" إن بيتروس و6 من زميلاتها كن طالبات محظوظات في البداية، حيث تلقين المنح لدى مدارس داخلية مسيحية في مناطق ريفية بولاية فيرجينيا الأميركية.

لكن تحول حلم الذهاب إلى أميركا إلى كابوس، إذ كان الشخص الذي جلبهن محام يزعم أنه مهتم بالدفاع عن حقوق الإنسان، لكن كانت له مآرب تتنافى مع القيم التي يمثلها.

وأجبر المحامي إيمانويل أوجيبي أجبر الفتيات على إعادة تمثيل الصدمة التي تعرضن لها من أجل جمع الأموال وتحقيق أجندة سياسية.

واستغل هذا الرجل النيجيري الاهتمام العالمي الذي أحاط قضية الطالبات المختطفات من قبل بوكو حرام، وما يزال مصير 112 منهن مجهولا.

وذكرت الصحيفة أن أوجيبي بالتعاون مع آخرين عمل على تقييد حرية حركة الفتيات، اللواتي بعثن برسالة قصيرة إلى وزارة الأمن القومي :" نداء عاجل. نحن طالبات شيبوك. أعيد احتجازنا مرة أخرى (بعد خطف بوكو حرام) أخرجونا من هنا".

وأشارت الفتيات اللواتي تحدثن إلى الصحيفة إلى أن الرجل النيجيري هدد بإعادتهن إلى بلادهن وحتى إلى مسلحي بوكو حرام إذا لم ينفذن ما يقوله حرفيا.

وقالت الصحيفة إنها استمعت لعدد من الطالبات والمعلمين والمستشارين  ومسؤولين في مكتب التحقيقات الفيدرالي ووازرة الأمن القومي، كما راجعت تقريرين في مدرسة كانت الطالبات موجودات فيها.

وخلصت إلى أن أوجيبي وآخرين استغلوا  الطالبات الرهائن مرة أخرى مقابل عشرات آلاف الدولارات، وأشارت إلى أنه جمع 7 آلاف دولار في إحدى حفلات جمع التبرعات بعد أن عرض رواية الفتيات، ورغم ذلك لم ينفق دولارا واحدا على الفتيات ولم يوجه له اتهام رسمي في الولايات المتحدة رغم التحقيق الذي أجري في الأمر.

ولاحقا نفى المحامي النيجيري هذه الاتهامات، قائلا إن الفتيات انقلبن ضده نتيجة تحريض آخرين يسعون لاستغلالهن.

وأوضحت "وول ستريت جورنال" بأن مؤسسات خيرية أميركية قطعت العلاقات مع أويجبي بعد أن أدركت تفاصيل القضية.

وقالت الطالبة بيتروس: " لم نكن نعرف ماذا نفعل في أميركا. لقد بدا الأمر كما لو أننا أسيرات مرة أخرى"، مضيفة أنها وزميلاتها عندما كن يشتكين كان يواجل أويجبي بقول إنهن يسببن العار لعائلاتهن.