تمثل البلدان الآسيوية حوالي 60 بالمائة من حالات الانتحار في العالم، فيما يبدو أن ثقافة الساموراي اليابانية هيمنت على المنطقة بأكملها رغم اختلاف دولها ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا، ليظل الانتحار الوسيلة الوحيدة للهروب من "العار".

ويختلف مفهوم العار من دولة لأخرى، لكن في الصين والهند، وهما من أكبر الدول الأسيوية من حيث حالات الانتحار، وفقا لدراسة بجامعة أوكسفورد البريطانية، يرتبط مفهوم الانتحار أكثر بالعمل، إما بالإفراط فيه أو الفساد فيه.

فقد ذكرت وكالة الأنباء الصينية، الثلاثاء، أن مسؤولا عسكريا يواجه تهم فساد في البلاد انتحر، في محاولة للهروب من السجن الذي استقبل عشرات من القادة الفاسدين في الجيش الصيني، في حملة بدأها الرئيس شي جين بينغ منذ توليه الرئاسة في مارس 2013.

أما في الهند، حيث تباع يوميا المئات من تسجيلات الاغتصاب في محال في ولاية أووتار براديش، وفقا لصحيفة "تايمز أوف إنديا"، تكثر حالات الانتحار بسبب تفشي ظاهرة التحرش والاغتصاب وتصويرها وبيعها أو تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي.

وكانت سيدة هندية في الأربعين من عمرها، انتحرت في يناير عام 2016، بعد الانتشار الواسع لتسجيل يصور اغتصابها على واتساب.

ثمة عار من نوع آخر يشعر به مواطنو بعض البلدان، خاصة ممن لا يستطيعون تلبية الاحتياجات المادية لأسرهم، فقد شهدت هونغ كونغ وكوريا واليابان وتايوان وتايلاند زيادة في معدلات الانتحار خلال وبعد الأزمة الاقتصادية الآسيوية عام 1997، وفقا لدراسة أوكسفودر.

وتقول الدراسة إن الركود الاقتصادي يرتبط عموما بارتفاع معدلات الانتحار في آسيا، ولكن الانتعاش الاقتصادي ليس شرطا ضروريا أو كافيا لتحسين معدلات الانتحار.