أثار رحيل الفنان المصري محمد العزبي، عن عمر ناهز 75 عاما، موجة من الحزن بين فناني مصر والعالم العربي، الذين اعتبروه حالة فنية خاصة، مشيرين إلى أنه لا يمكن لأي فنان أن يعوض رحيله.

وأعربت الفنانة اللبنانية ديانا حداد في حوار مع سكاي نيوز عربية، عن حزنها لوفاة العزبي، قائلة: "فقد الفن المصري أحد أهم أعمدته، إذ كان العزبي فنانا مميزا".

وأضافت: "أبلغ تعازي لأسرة الفنان ولجمهوره، عسى أن تغمد روحه في الجنة".

المغنية اللبنانية ديانا حداد

يذكر أن العزبي قدم أغنية مشتركة مع حداد بعنوان "جرح الحبيب".

"الفن الرخيص دفعه للاعتزال"

قال الملحن المصري حلمي بكر لـسكاي نيوز عربية إن العزبي قرر اعتزال الغناء والابتعاد عن الساحة الفنية خلال السنوات الأخيرة "بعد ظهور مطربين دون المستوى وانتشار الغناء الرخيص".

وتابع: "كان العزبي مميزا جدا بأدائه للأغنية الشعبية، إذ يعد، إلى جانب شفيق جلال، من أبرز من غنوا الأغنية الشعبية".

واعتبر بكر أنه لا يمكن لأي مطرب أن يخلف العزبي في أداء الأغنية الشعبية والمواويل التي اشتهر بها، قائلا: "لا يمكن تقليد العزبي، فالفن الذي يعرف اليوم بالفن الشعبي، ما هو إلا قلة أدب، وعمليات سب وقذف في صورة أغاني".

وتابع: "قديما كان المطرب الشعبي يشير إلى المرأة في أغانيه بصيغة الذكر منعا لخدش حيائها، أما الآن فالوضع مختلف كثيرا".

وأكد بكر أنه "لا يمكن لأي مطرب أن يخلف العزبي، وحتى إن تمكن البعض من تقليده فلن يكون أداؤه جيدا".

أما نقيب المهن الموسيقية في مصر، الفنان إيمان البحر درويش، فقال إن العزبي أضاف كثيرا للفن المصري بشكل خاص والعربي بشكل عام، وتابع: "كان العزبي متألق دائما وأهم ما ميزه هو أداءه على خشبة المسرح ففي كل مرة كان يؤدي أغنية بهية أو الأقصر بلدنا أمام الجمهور كانت وكأنها المرة الأولى، والناس كانت تتفاعل معه بشكل كبير".

وعن المطربين الذين قد يخلفون العزبي في الأغنية الشعبية قال درويش: "هناك مجموعة من المطربين المتميزين مثل أحمد عدوية وحكيم، بالإضافة إلى الراحل حسن الأسمر".

المغني إيمان البحر درويش

"قيمة المطرب ليست بصوته"

اعتبر درويش أن قيمة المغني لا تتمثل بصوته فقط، وإنما بنوعية الأغاني والمعاني التي يقدمها، قائلا: "اختلفت الأغاني الشعبية الآن عما كانت عليه قديما، إذ كان المغني يحرص على المعاني والكلمات التي تحمله أغانيه، أما الآن فلم تعد معظم الأغاني الشعبية تحمل معان ذات قيمة".

وأضاف: "قيمة المطرب ليست بصوته وإنما بقدرته على انتقاء الأغاني الهادفة التي تحمل معنى مميز"، حسب ما ذكر لـسكاي نيوز عربية.

يذكر أن العزبي توفي نتيجة إصابته بأزمة قلبية، وستشيع جنازته بعد صلاة الظهر يوم الأربعاء من مسجد السيدة نفيسة، فيما سيقام العزاء مساء الخميس المقبل في مسجد آل رشدان بمدينة نصر، حسب ما ذكر نجل الفنان الراحل، إسلام العزبي لصحيفة الأهرام المصرية.

 ولد العزبي في حي الحسين بالقاهرة في 20 فبراير 1938، وتخرج من كلية التجارة ليعمل موظفا في الجمعية العامة للبترول.

فتحت أبواب الشهرة للفنان الراحل عندما اكتشفه الملحن عزت الجاهلي، الأمر الذي مهد لانضمامه للفرقة الاستعراضية الشهيرة، "فرقة رضا" عام 1957.

وشارك العزبي بالتمثيل في 7 أفلام سينمائية، أبرزها الفيلمان الاستعراضيان لفرقة رضا "إجازة نصف السنة" عام 1962، و"غرام في الكرنك" عام 1967. وقدم خلال الفيلم إحدى أشهر أغنياته "الأقصر بلدنا"، بالإضافة إلى أغنية "حتشبسوت".

ومن أبرز أغاني العزبي "عيون بهية" و"فانوس رمضان" و"عاشق يا ليل" و"إزاي الصحة".