لم يعد عالم الرسوم المتحركة اليوم حكرا على الصغار فقط، إذ بات للكبار أيضا مساحة في هذا العالم الذي كان مملكة طفولية صرفة.

فقد قفزت الرسوم المتحركة من خيالات الطفولة وألوانها إلى عالم البالغين قبل عقود طويلة في الغرب، وحديثا في العالم العربي. وتبقى هذه القفزة محتفظة بنجاح نظري عربيا.  

ويمكن القول في إطار آخر إن مسلسلات الرسوم المتحركة نجحت في تجاوز المقصات الرقابية، إلا أنها في أحيان كثيرة فشلت في مهمتها الانتقادية، خاصة عندما يكون الهدف سياسيا أو متعلقا بأحد المحرمات الاجتماعية المعروفة.

وقد سعت محاولات كثيرة إلى تجاوز هذه العقبات، وعلى سبيل المثال لا الحصر النسخة السعودية للمسلسل الأميركي الشهير"عائلة سيبمسون"، التي ولدت في العام 2005 تحت اسم آل شمشمون.

الرسوم المتحركة وسيلة نقد حديثة على الساحة العربية

وقد ضاعت نكهة سيبمسون اللاذعة الساخرة في النسخة العربية، حين فرضت أمور أن تكون النسخة أكثر هدوءا وحذرا. كما برز في دولة الإمارات اسم "فريج" وهي شخصية فاق صيتها الحدود الإماراتية، ومع ذلك يبقى نجاحها محدودا.

ومع ذلك يسجل لمسلسل الفريج محاولات ناجحة ذكية للاقتراب من حدود الخطوط الحمراء. ويشار على سبيل المثال في أحد حلقات هذا الكرتون إلى ادعاء شخصية فيها "أم خماس" بعد أن علمت بخبر مرضها أنها أصبحت عالمة بالدين، الأمر الذي جعل صديقاتها يتدافعن عليها للحصول على الفتوى.

أما شخصية "عارف" الكرتونية في عمان، فقد حركت كثيرا من الانتقادات من خلال تجاوز الممنوعات، فبسبب جرح ضمادة على أنف عارف التصق أنف عارف بأنف وزير اضطر لمصافحته، وهو حادث استغله المسؤول إعلاميا لزيادة شعبية الوزير وجعله قريبا من الشعب، بينما بقي حال الشعب أي عارف على حاله.  

عارف وفريج شخصيتان مختلفتان إلا أن وجه الشبه بينهما هو رسائلهما المبطنة، ومغامراتهما التي تبقى محفوفة بالعراقيل، والتي باتت تشد إليها الكبار أيضا.