شابة لبنانية في الصفوف الأمامية للاحتجاجات بكامل أناقتها يزين وجهها أحمر شفاه في مواجهة عنصرمن قوات مكافحة الشغب، وأخرى تقف في مواجهة مباشرة مع عنصر مكافحة الشغب ممسكة بهراوته مصرة على الصمود في مكانها، مشهدان يعبران في رأي البعض عن تناقض بين ما يرونه "سطحيا" و"ثوريا".

لكن بحسب ناشطات، فإن المشهد الأكثر وضوحا أنه بين أحمر الشفاه والهراوة، وقفت السيدات في الصفوف الأمامية، في حراك حقيقي ضد الفساد. 

فقد اختلفت رؤية المتابعين للصور التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، فالبعض سخر من اللقطات الأنيقة وربطها بمسائل سطحية تقلل من دور المرأة اللبنانية في الحراك الشعبي ضد الفساد الذي تسبب في أزمة القمامة الشهيرة، بينما عززت لقطات أخرى من مكانتها في مثل هذه التحركات، وفق آراء البعض.

لكن لا يبدو الأمر بهذه البساطة، فالكاتبة والناشطة رانيا زغير، التي شاركت في التحركات الشعبية الأخيرة ترد بالقول:" يسخرون منا لأنهم يريدون أن يكونوا مثلنا: جميلات، أنيقات، مفكرات، عاملات، مستقلات ومنتفضات. ولى زمن (كوني جميلة واصمتي) وحان وقت (كوني جميلة وثوري/تظاهري).

وتعتبر زغير ان المرأة اللبنانية "كانت، وستبقى، حرة، وسيدة نفسها وموجودة في الساحة لتنتزع حقوقها بيدها وترسم صورة تقدمية وتسمع صوتها للجميع".  

أما الصحفية والناشطة ديانا مقلد فتشير إلى محاولة من الخارج لتنميط صورة المرأة اللبنانية وليس من داخل لبنان، "فالمرأة اللبنانية معروف عنها حبها للأناقة، لكنها موجودة بقوة على الأرض وناشطة فعّالة في التحركات المطلبية".

وترى مقلد أن للبنانيات دورا أساسيا في الحراك، "فهن يحضّرن ويكتبن الشعارات ويصرخن بهن في التظاهرات ويتعرضن للضرب والاعتقال كما الشباب".

وتؤكد أن المرأة فاعلة على الأرض كمنظمة ومنسقة ومحتجة من كل الأعمار والفئات والتوجهات.

ولفتت مقلد إلى أنه "رغم كل المشكلات التي حصلت، لم تسجل حالة تحرش واحدة بحق الناشطات فما زلنا في لبنان نتمتع بهامش كبير من الحريات ".

أما الناشطة نضال أيوب، التي اعتقلت خلال مظاهرات في 16 سبتمبر، فلم تتفاجأ عندما قال سألها المحقق "ماذا تفعل فتاة جميلة مثلك في الشارع؟"، لأنها على حد قولها "تعرف ذهنية رجال الأمن في التعامل مع الناشطات".

وتقول لسكاي نيوز عربية: "تعرضنا مرارا للإهانات اللفظية إضافة إلى الأساليب القمعية التي تمارس بحقنا. في كل تحرك نسمع تعبيرات وألفاظ مهينة.. لكن ما يفاجئني اعتبار البعض  تحركنا وليد اليوم. نحن موجودات في الشارع منذ فترة طويلة نناضل من أجل قضايا عدة كالعنف الأسري فضلا عن المطالب المعيشية".

وتضيف: "الشارع لنا جميعنا.. للنساء والرجال واللاجئين والمهمشين والعمال الأجانب".