بدأت النمسا في الترويج لثقافتها وتاريخها الإمبراطوري لجمهور أكبر لمسابقة يوروفيجن الغنائية، يشمل السياح المثليين الذين معهم المال لينفقوه.

وتستضيف النمسا نهائي يوروفيجن - وهي مسابقة شعبية لها جمهور من المثليين فازت بها العام الماضي النمساوية المثلية بكونشيتا فورست - وتعتقد أن هذا المهرجان سيعطي قوة دفع لتوجهها الجديد.

وقال سيارن توتيت (29 عاما) من بريطانيا، وهو يحتسي الجعة، في إحدى النقاط التي أقيمت لإذاعة الحفل في فيينا: "شخصيا أشعر أن النمسا تخرج حقا من الظلام. استخدموا كونشيتا للترويج لأنفسهم. إنه شيء رائع".

وانتقد بعض الساسة المحافظين في النمسا، العام الماضي، هيئة الإذاعة النمساوية لاختيارها فورست لتمثيل البلد الكاثوليكي.

لكن فورست فازت باكتساح، واكتسبت منذ ذلك الحين شعبية متزايدة، وظهرت في إعلانات لصالح (بنك النمسا) تنتشر بأنحاء البلاد.

وتصدرت فيينا عناوين الصحف هذا العام عندما طرد مقهى (بروكل) الشهير مثليتين كانتا تقبلان بعضهما علنا.

فيما تأمل فيينا أن يكشف نهائي مسابقة يوروفيجن الغنائية جانبا جديدا متحررا ومضيئا للعاصمة النمساوية العريقة، عندما تبدأ الاحتفالات الصاخبة، مطلع الأسبوع القادم.

وتستثمر هيئة السياحة في فيينا 1.2 مليون يورو في أحداث تتعلق بمسابقة يوروفيجن، هذا العام، وتأمل أن تجني نحو 26.5 مليون يورو في صورة عائدات وفوائد.

ويربط السائحون فيينا بالعمارة الكلاسيكية، ومؤلفي الموسيقى الكلاسيكية، والمقاهي التقليدية، ومقطوعة الفالس الشهيرة (الدانوب الأزرق) التي ألفها الموسيقي النمساوي جوهان شتراوس عام 1866، وكلها صور محافظة تسعى المدينة الآن لتجاوزها.

وتشتهر المدينة أيضا بموكب (رينبو باريد) وكرنفال (لايف بول) وهو أحد أكبر الأحداث الخيرية لمكافحة الإيدز في العالم، الذي حضره هذا العام نجوم مثل تشارليز ثيرون، وشون بن وكيلي، أوزبورن، وماري جي بلايج، إضافة بالطبع إلى كونشيتا فورست.

فيما علقت المتحدثة باسم المنظمة الوطنية النمساوية للسياحة، راوتش-كيسشمان لـ"رويترز" قائلة: "نعلم أن النمسا لا تزال في ذهن البعض رجعية ومملة وأي شيء آخر غير أنها عالمية".