احتلت قضايا العمال موقعا بارزا في أفلام هوليوود، سواء تلك منها التي تناولت قضية التنظيم النقابي أو الإضراب أو نضال العمال من أجل نيل حقوقهم.

ومن الملاحظ أن الأفلام السينمائية التي تناولت الحركة العمالية ارتبطت بنقد النظام الرأسمالي الأميركي سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

وفي مقدمة هذه الأفلام الفيلم الصامت "مودرن تايمز" الذي كتبه وأخرجه وقام ببطولته الفنان البريطاني تشارلي شابلن عام 1936 والذي تناول بشكل ساخر تأثير الآلات المصنعية الحديثة وساعات العمل الطويلة على العامل بشكل خاص والإنسان بشكل عام.

وفي عام 1940، جذب فيلم "عناقيد الغضب" المقتبس عن رواية بنفس العنوان للكاتب الأميركي جون ستاينبك انتباه الجمهور، حيث تناول أوضاع العمال الزراعيين في فترة الكساد الاقتصادي الشهيرة.

كما برزت خلال الخمسينات الأفلام التي تناولت قضية العنصرية ضد العمال بسبب أصولهم العرقية ومن بينها فيلم "ملح الأرض" عام 1954 والذي تناول نضال العمال ذوي الأصول المكسيكية لنيل حقوق مساوية لزملائهم البيض.

وعلى مدار عقد السبعينات، أنتجت هوليوود عددا من الأفلام التي تناولت تأثير حرب فيتنام على الطبقة العاملة ولعل من أبرزها فيلم "صائد الغزلان" الذي بين تأثير الحرب على مدينة أميركية صغيرة أغلب سكانها من العمال.

وشهدت الثمانينات موجة من الأفلام التي وجهت نقدا واضحا لسياسات ال"نيوليبرالية" التي انتهجتها إدارة الرئيس ريغان والتي أثرت على الطبقة العاملة ومن بينها فيلم "وول ستريت" للمخرج أوليفر ستون والتي أبرزت سياسات التفكيك التي يمارسها سماسرة وول ستريت بحق الشركات التي يشترونها والتي تؤثر سلبا على العمال.

أما التسعينيات، فعرفت أفلاما تناولت شخصيات أثرت في تاريخ الحركة العمالية مثل فيلم "هوفا" الذي أخرجه داني دي فيتو، وتناول سيرة الزعيم النقابي "جيمي هوفا" الذي قاد نقابة سائقي الشاحنات لعدة عقود.

ومع مطلع الألفية برزت أفلام تناولت قضية المساواة بين الجنسين في مواقع العمل مثل فيلم "نورث كاونتي" الذي قامت ببطولته تشارليز ثيرون والذي عالج قضية المساواة بين العاملين والعاملات لاسيما مسألة حماية العاملات من التحرش الجنسي.

ورغم كل تلك الأعمال التي ترك بعضها بصمة في تاريخ السينما العالمية، غير أن كثير من النقاد يرون أن هوليوود لم تقدم ما يكفي لإنصاف قضايا العمال سواء داخل الولايات المتحدة أو في الغرب بشكل عام.