مضت قرابة 100 عام منذ نقلت تركيا كنوز الحجرة النبوية الشريفة حيث قبر النبي محمد بالمدينة المنورة إلى إسطنبول، بغية حمايتها من السرقة أو الاعتداء أثناء الحرب العالمية الأولى.

ونقلت تركيا عبر ما عرف بقطار الأمانات المقدسة عام 1917م كل الآثار والهدايا التي أهديت لحجرة النبي محمد على مدار 1300 عام دون أن تستثني شيئا.

ووثقت الدولة العثمانية الكنوز المنقولة باعتبارها "أمانة"، والتي تضم مصاحف أثرية، ومجوهرات وشمعدانات ذهبية بالإضافة إلى سيوف ولوحات مرصعة بالألماس، وما لا يحصى من المباخر والعلاّقات وغيرها من القطع التي بلغت أكثر من 390 قطعة نفيسة.

ومن أبرز المقتنيات الموجودة في تركيا اليوم، والمعروضة في متحف توبكابي بإسطنبول، بردة النبي، ورايته (الحمراء)، ومكحلته، ونعله، ورباعيته، وخصلة من شعره.

وكان يعتقد أن الآثار النبوية ستعود يوما ما بعد الحرب إلى مكانها الأصلي، إلا أن التقلبات السياسية وزوال الدولة العثمانية وغيرها من التطورات حالت دون ذلك، في وقت اعتبرت فيه الدولة التركية الحديثة أن الكنوز النبوية هي جزء من إرثها التاريخي المملوك لجميع المسلمين.

ونفت تركيا في أكثر من مناسبة أن تكون قد استولت أو "سرقت" الآثار الشريفة، وسط استغراب بعض الباحثين، وتساؤلات حول شرعية وجود هذه الأثار في تركيا بدل مكانها الطبيعي في الحجرة النبوية الشريفة بالمدينة المنورة.

لكن متابعين رأوا أن نقل الأثار إلى تركيا، أدى أيضا إلى حفظها من التلف الذي قد تتعرض له إذا طال مكثها في الحجرة النبوية في تلك الفترة دون العناية بها وترميمها وعرضها لجمهور الزوار لتعريفهم بها.