قال الناقد السينمائي، طارق الشناوي، إن فاتن حمامة بضمير كل عربي، مضيفا أن حضورها كان مؤثر وعميق، وهو عناق بين الفن والموهبة في أوج عظمتها وتألقها مع الاحترام، ففاتن فنانة احترمت فنها وجمهورها فاحترمها الناس، ولذا ظلت فنانة العالم العربي، رغم ابتعادها عن السينما منذ أكثر من عقد.

وأكد الشناوي في حوار مع "سكاي نيوز عربية" أن حمامة لم تعتزل، ولكنها ابتعدت عن السينما والتلفزيون حتى تجد ما يناسبها، لم تخش عبور الزمن ولكنها صالحت الزمن.

وسرد الشناوي مشروع مسلسل إذاعي رفضته حمامة لآنه لم يتناسب مع سنها، مشيرا إلى شخصيات التمرد التي قامت ببطولتها.

وحملت أفلام فاتن حمامة، التي تجاوزت المائة وتدور حول عالم المرأة وخصوصيته، صفة الواقعية، ومنها فيلمان من أفضل ما قدمته السينما المصرية في تاريخها هما "دعاء الكروان" و "الحرام".

محاولة تجنيدها

وقال الشناوي: "حياة سيدة الشاشة العربية المهنية كادت تنتهي عندما حاول رئيس المخابرات المصرية الراحل صلاح نصر تجنيدها، لكن ما أن علم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعد سنوات قليلة بقصة هروب فاتن حتي طلب استدعاءها فورا والاعتذار لها باعتبارها ثروة قومية، لكنها لم ترجع إلى مصر إلا بعد وفاته".

وأوضح الشناوي أن فاتن حمامة التي تربعت لعقود طويلة على عرش الفن السابع، كانت معروفة بثقافتها الرفيعة، واهتمامها الكبير باختيار أدوارها، وكانت تصبغ على الفيلم شخصيتها عبر أي دور تلعبه، وساهمت في تغيير صورة المرأة العربية على الشاشة.

وودعت الفاتنة عشاقها عن عمر ناهز عن 84 عاماً، وكانت تؤمن أن على الفنان الابتعاد للحفاظ على التاريخ الذي حققه إن لم يكن قادراً على الاستمرار بالتوهج والاحترام ذاته. وكانت وصيتها الوحيدة عدم إقامة عزاء لها.