أمضى ستيف جوبز، المدير التنفيذي السابق لشركة أبل، ست سنوات يضع ويطور تفاصيل يخته الخاص حتى يخرج بأفضل طراز وأعلى تقنية، لكن المركب لم ير النور سوى يوم الأحد، أي بعد أكثر من عام على وفاة المخترع الشهير.

دشن اليخت الذي أطلق عليه اسم فينوس، آلهة الحب والجمال، بحضور لورين أرملة جوبز وأولاده في مدينة ألزمير بهولندا حيث تم بناءه.

وهذا المركب الذي يبلغ طوله نحو 80 مترا ومصنوع من الألمونيوم المطلي باللون الأبيض والخالي من الزخارف يشبه، إذا ما نظر إليه من زوايا معينة، نسخة عملاقة من جهاز الهاتف المحمول آيفون 4 الذي صممه جوبز وحقق نجاحا منقطع النظير.

ويمنح الألمونيوم المصنوع منه الهيكل سرعة فائقة للمركب بسبب خفة وزنه.

وكان جوبز قد قام بتصميم الهيكل الخارجي بنفسه واشترك في التصميمات الهندسية لليخت الذي يتميز بخطوط انسيابية بسيطة وأنيقة ورشيقة.

"فينوس" يخت ستيف جوبز يرى النور بعد وفاته

يقول الكاتب والتر أيزاكسون، في السيرة الذاتية التي كتبها لجوبز، أن هذا الأخير اصطحبه معه في يوم من الأيام ليشاهد اليخت وهو في طور البناء.

وقال له المخترع الذي كان يصارع مرض السرطان حينذاك : "إني أعرف أنه من الممكن أن أموت وأترك للورين يختا نصف مشيدا. لكن يجب أن أستمر في العمل عليه، لأنه إذا ما فعلت غير ذلك، سيكون ذلك بمثابة اعتراف مني بأنني على وشك الموت".

صمم المفروشات مصمم الأثاث الفرنسي الشهير فيليب ستارك، الذي كان يلتقي شهريا بجوبز ثم بأرملته من بعده لمتابعة تطورات التنفيذ والتغييرات التي أدخلت على الشكل الأساسي.

وجاءت النتيجة كصورة من محلات أبل ستور الشهيرة بواجهاتها الزجاجية الواسعة وخشب الساج الفاتح اللون.

مقدمة سطح السفينة تحتضن شرفة واسعة للاستمتاع بأشعة الشمس وحوض استحمام مجهز بمضخات لدفع المياه بحيث يصنع تدفقها تدليكا يساعد الشخص على الاسترخاء في الماء.

وخلف شرفة السفينة توجد صالة واسعة من الزجاج الخاص تعلوها كابينة القيادة حيث رصت 7 أجهزة آيماك مقياس 27 بوصة للتحكم في السفينة وملاحتها.

وسيتم شحن اليخت على متن باخرة إلى الولايات المتحدة حيث تقطن عائلة جوبز.

ولقد فاجأ هذا المشروع العارفين بجوبز، الذي كان على الرغم من ثراءه، يميل إلى البساطة في حياته والابتعاد عن مظاهر الثراء البراقة حتى في ملابسه، فهو لم يكن يحيد عن ارتداء بنطال جينز وقميصا أسود غاية في البساطة.

ولمكافأة العمال الذين بنوا اليخت على عملهم الدؤوب طيلة 6 سنوات، أهدت لورين جوبز كلا منهم جهاز تحميل الموسيقى "آيبود" من الحجم الصغير محفورا عليه اسم "فينوس" ومصحوبا برسالة شكر.

وتهكمت بعض الصحف الغربية على هذه الهدية الغير مكلفة قائلة "بعد معرفة كلفة تشييد اليخت، نرى أنه كان يتوجب عليها على الأقل أن تهديهم جهاز آيبود ذا سعة أكبر".