في السنوات الثلاث الماضية ومنذ الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك، شهدت مصر تغييرا مذهلا، ليس فقط في السياسة ولكن في ثقافتها أيضا. فقد تغيرت لغة البلاد، والموسيقى والمشهد الفني ليعكس حالة التمرد ويعطي مساحة لفقراء المدينة للتعبير عن أنفسهم.

وظهرت عبارات جديدة وأصبحت جزءا لا يتجزأ من اللغة اليومية، وظهرت الكتابة على الجدران أيضا كشكل من أشكال الفن الجديد والشعبي لتظهر رسائل سياسة على جدران المدينة وتعكس المزاج الثوري في الشارع.

والرسومات على الجدران التي كانت قليلا ما تظهر قبل عام 2011، أصبحت الآن بديلا عن صالات العرض والمتاحف التي لم يكن يستمتع بزيارتها إلا أقلية قليلة من المصريين.

وقال أحد سكان القاهرة يدعى محمود خالد إن الكتابة على الجدران أداة استخدمها الشباب للاحتجاج والإطاحة بالنظام.

واختار الفنانون جدران المدينة ليبدعوا عليها لوحاتهم خاصة جدار الجامعة الأميركية في شارع محمد محمود القريب من ميدان التحرير في القاهرة. واستخدم الفنانون الجدران لتكون وسيطا لنقل رسائلهم حول المناخ السياسي الحالي.

وصورت الجداريات التي تشمل حاليا صورة لفرعون مصاب وشباب محبط المزاج في البلاد على مدى العامين الماضيين.

وهيمن مطربون شباب من الأحياء الفقيرة في المدينة على الأغاني الشعبية وأصبحت أغانيهم تصطخب بها قوارب النزهة في النيل وسيارات الأجرة ومركبات دراجات نارية تعرف باسم توك توك.

وقال إسلام صبحي وهو أحد مطربي الأغاني الشعبية إنه وغيره من المطربين يشدون بأغان تصل إلى جميع الطبقات. والموسيقى الجديدة التي تعرف باسم المهرجان كلماتها تتحدث عن حياة الشباب العاطلين عن العمل وغيرها من الموضوعات مثل الحب والمخدرات والسياسة.

وظهر نمط موسيقى المهرجان قبل عام 2011، لكنه انتشر بعدها سريعا بسبب الحريات الاجتماعية الواسعة التي حملتها الانتفاضة الشعبية وأصبحت تسمع في كل مكان من حفلات الزفاف إلى أجهزة الموسيقي في سيارات الأغنياء.

ومنحت هذه التغيرات في الثقافة الشعبية للمصريين ساحات جديدة لبث شكاواهم والتعبير عن مطالب التغيير وهو اتجاه انتشر بسرعة مذهلة في جميع طبقات المجتمع.