تحول ظروف الفصل الإسرائيلي بين الضفة الغربية وقطاع غزة دون جمع شمل الكثر من الأزواج والعائلات الفلسطينية. وتمثل قصة علي بطحة من الضفة الغربية، ورحاب أبو حشيش من قطاع غزة نموذجا يحكي معاناة مصغرة تعيش تفاصيلها مئات الأسر الفلسطينية.

فقد التقى علي ورحاب على مقاعد الدراسة في جامعة بير زيت في الضفة الغربية عام 2000، وعاشا قصة حب قادتهما إلى الزواج. لكن، سياسة الفصل الإسرائيلية بين القطاع والضفة، حالت دون إتمام الزواج.

وقال علي (31 عاماً) لصحيفة "الحياة"، إن رحاب وهي في العمر ذاته، عادت إلى قطاع غزة عندما تخرجت في الجامعة عام 2004، ومنذ ذلك الحين لم تسمح لها السلطات الإسرائيلية بالعودة.

وأمام منع رحاب من دخول الضفة، ومنع علي من دخول غزة، قرر الخطيبان الزواج في دبي عام 2007، لكنهما اصطدما من جديد بعدم سماح إسرائيل لرحاب من الدخول إلى الضفة الغربية للالتحاق ببيت زوجها في قرية بتير جنوب الضفة الغربية.  

ويروي علي: "كتبنا عقد الزواج، وتوجهنا إلى الجسر (المعبر الحدودي بين الأردن والضفة)، وقدمنا للإسرائيليين عقد الزواج والبطاقات، لكنهم رفضوا السماح لرحاب بالدخول معي".

عاد الزوجان من جديد إلى دبي، وانهمكا بالعمل هناك بانتظار تغير الظروف بما يسمح لهما بالعيش معاً في بلدهما، إلا أن الانتظار استمر طويلا. فقرر علي العودة إلى الضفة، ورحاب إلى غزة، وأخذ كل من جانبه يبحث عن وسيلة تجمعهما معاً في بيت الزوجية.

ويقول علي بمرارة: "لم أترك باباً إلا وطرقته، وكان الجواب واحداً: الأمر في يد الإسرائيليين".

وفصلت إسرائيل الضفة الغربية عن غزة بالكامل إبان اندلاع الانتفاضة عام 2000، لكنها أبقت على بعض الروابط الرسمية، والإنسانية. وبعد انسحاب إسرائيل من قطاع غزة عام 2005، بقيت الروابط الرسمية ضمن الحدود الدنيا، واتبعت الدول العبرية سياسة تقوم على أساس فصل القطاع بصورة تامة عن الضفة.

وبعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة عام 2007، أصبح القطاع يعيش واقعا سياسيا وقانونيا مختلفا عن الواقع الذي تعيشه الضفة الغربية الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي، ما عمق الانقسام بين شطري الأراضي الفلسطينية.

وختم علي بالقول: "وجدنا أنفسنا نعيش أمام خيارين، إما الانتظار بحثاً عن تغيير يسمح لرحاب بالدخول إلى الضفة والعيش معي، أو أن نبحث عن وطن ثان، ولأن الغربة قاسية، قررنا الانتظار".