يقطع الصينيون مسافات طويلة لقضاء عطلة السنة القمرية الجديدة مع عائلاتهم لكن بالنسبة لشيه (60 عاما) التي توفيت ابنتها الوحيدة منذ 7 سنوات تذكرها أكبر عطلة صينية بأنها تواجه كبر السن وحيدة دون عائل.

كانت ابنتها جوان جوان تبلغ من العمر 29 عاما حينما توفيت تاركة أبويها مع أكثر من مليون أسرة "شيدو" أو تلك العائلات التي فقدت طفلها الوحيد في بلد يعتمد فيه الآباء بصورة تقليدية على رعاية أبنائهم لهم في الكبر.

وقالت شيه وهي عاملة فنية متقاعدة تعيش في إقليم جيانغشي في جنوب شرق البلاد رفضت أن تذكر اسمها بالكامل لحماية خصوصية أسرتها: "نحن الصينيين نعتبر الابن دائما أهم شيء. إذا ما رحل الابن تنهار الأسرة بالكامل".

والكثير من أسر الشيدو ضحايا لسياسة تنظيم الأسرة الصارمة التي تطبقها الصين، والتي حظرت منذ أواخر السبعينيات على معظم الأسر إنجاب أكثر من طفل وتصعد هذه الأسر من مطالباتها بالحصول على تعويض.

وتقول الصين إن سياسة تنظيم الأسرة منعت ميلاد 400 مليون طفل، ما حال دون خروج عدد السكان عن نطاق السيطرة.

لكنها تعتزم الآن تخفيف هذه القيود خشية أن تقوض النمو الاقتصادي وتسهم في زيادة أعداد كبار السن الذين لن تتمكن الدولة من إعالتهم.             

وأعلنت اللجنة الوطنية للصحة وتنظيم الأسرة، الخميس، عن زيادة التعويض المقدم لأسر الشيدو.             

لكن التعويضات جاءت أقل كثيرا من المتوقع في بلد يفتقر إلى برامج الرعاية الاجتماعية والصحية كما أن للمسنين احتياجات أخرى.             

وقال شي هوي (50 عاما) الذي توفي ابنه في يناير العام الماضي بالسرطان: "نري أن نعيش في دار للمسنين مع أشخاص مثلنا، لا نريد أن نعيش في بيت مسنين تقليدي".