يوصف شارع المتنبي ببغداد، بأنه متنفس كل المثقفين العراقيين الباحثين عن جديد الكتب والمطبوعات في مختلف المجالات، كما أصبح منطلقا لتظاهرات الشباب الذين يصطدمون في أغلب الأحيان برفض السلطات العراقية منحهم رخصة التظاهر بالميادين العامة.

ويعد شارع المتنبي الذي تجاوز عمره تسعة قرون، أقدم معرض دائم للكتاب في العالم، إذ يعج بحركة رواد أدمنوا زيارته كل جمعة.

يذكر أن سوق الوراقين العباسي الذي بدلت العهود اسمه مرات عدة، سمي في ثلاثينيات القرن الماضي إبان العهد الملكي بشارع المتنبي.

ولم يقتصر على باعة كتب افترشوا الرصيف بل يحتضن نهاية كل أسبوع فعاليات مختلفة من الشعر والمسرح والرسم ومعارض للكتب جعلت منه شريانا ينبض بالثقافة وسط مناخ مليء بالعنف.

وقال أحد رواد الشارع لـسكاي نيوز عربية: "بقي هذا الشارع حيويا رغم الأحداث الأليمة التي تشهدها البلاد".

وأضاف: "رغم أعمال العنف التي يتعرض لها العراق، إلا أن ذلك لم يقلل من بريق الشارع وشهرته وإقبال الزوار عليه".

وينحدر شارع المتنبي الذي يظهر بيع الكتب ويبطن حوارات السياسية، من كتف شارع الرشيد صوب دجلة وسط بغداد، وخص لنفسه إخفاء كل ما منعته السلطات المتعاقبة من محرمات الكتب، وظل كما يقول زائروه فضاء للمدنية والثقافة ومستودعا لمن خالف رأيه توجهات السلطة.

على اليمين واليسار مكتبات ومطابع طبعت فيها صحف العقود الأولى من القرن الماضي، ولشارع  الأسرار كما يسميه بعض باعة الكتب رواد من كل الأعمار ومن كلا الجنسين.

كما يضم في نهايته القريبة من دجلة، مقهى الشابندر أعرق المقاهي الأدبية في بغداد، تتشكل الجماعات فيها بشكل تلقائي بعيدا عن التعصب الديني والمذهبي والقومي، يحق معها تسميته ببورصة المعرفة.