استطاع فن القصص المصورة الياباني المعروف باسم "مانغا"، أن يستحوذ على اهتمام شريحة واسعة من الجزائريين، بعد أن وجد طريقه إلى العالم العربي.
وشاركت نخبة من دور النشر في مهرجان دولي استضافته الجزائر لهواة هذا النوع من الفنون. فهي واحدة من الدول التي أفردت مساحة مهمة لهذا النوع من الفن في مهرجانها الدولي السادس للرسوم أو "المهرجان الدولي للشريط المرسوم للجزائر العاصمة"، الذي تختتم أعماله السبت.
احتضن المهرجان، الذي أقيم في ساحة رياض الفتح في العاصمة الجزائرية، أعمالاً لرسامين جزائريين أرادوا التعبير بها عن أنماط الحياة في بلادهم واختزال ثقافاتهم المجتمعية في حكايات مرسومة، يقولون إن من شأنها أن تمثل أحد جسور التواصل الثقافي في البلاد.
وقال سعيد ساباو، وهو أحد الهواة الرسامين المشاركين في المعرض "كنت دائما أحلم بابتكار رسوم المانغا الخاصة بي منذ كنت صغيراً. وأخيراً سنحت لي الفرصة في عام 2010 حين قابلت الأزهري الأبتر، وهو ناشر جزائري، شجعني على إدراك رسومي الخاصة ولذلك نشرت أول مجموعة رسوم مانغا لي سميتها ’مونديال‘".
ويعتقد البعض في الجزائر، كما هو حال بائع الكتب علي بيه، أن كتب الرسوم التي يبدعها فنانون جزائريون "يجب أن تصبح جسرا ثقافيا لجذب قاعدة جماهيرية أعرض"، خصوصاً أن المشرفين على أمر هذا النوع من الكتب يؤكدون أن لها جمهورها العريض.. وأن بوسعها استيعاب طاقات وطنية خالصة من المهتمين بهذا الفن .
وأضاف علي بيه: " هذه رفوف خاصة بكتب رسوم المانغا والشريط المرسوم. وكلها إنتاج وطني. فقد وضعها محررون جزائريون ونشرها ناشرون جزائريون.. بالإضافة الى شريط رسوم أجنبية. وكما قلت فإنها لم تكن تباع بشكل جيد جدا فيما مضى، لكنها تباع الآن ولها جمهورها الخاص. المهتمون بشرائط الرسوم لاسيما الشبان".
وقال مؤسس أول دار نشر لرسوم المانغا بالجزائر "زد لنك" سالم البراهيمي إن هناك طلباً متزايداً على الأعمال المحلية وتسعى المجموعة لتوسيع عملها.
وأضاف "رسوم المانغا الجزائرية مفهوم جديد أطلقناه في عام 2007 مع إصدارات ’زد لنك‘. خصائصها مستلهمة من الأسلوب المستخرج من شمس ورياح هذا البلد. أضفنا لمسة جزائرية مع سيناريوهات الحياة اليومية للجزائريين وتعبيرات الجزائريين باللغتين الفرنسية والعربية وربما قريباً بالأمازيغية".
وأردف البراهيمي أن متحف رسوم المانغا الدولي في كيوتو باليابان أخذ العديد من أعمال رسوم المانغا الجزائرية لعرضها وإجراء مزيد من الدراسات عليها لعام 2013.
السمة البارزة في هذا المناسبة أنها استطاعت جذب جمهور واسع من اليافعين الذين ارتبطوا بهذه الرسوم وألفوا فنها وحكاياتها.. وباتت تشكل بالنسبة لهم مورداً من موارد الوعي والترفيه.