قال الفنان المصري صلاح السعدني إن "سماسرة أصبحوا يتاجرون بفتيات قاصرات في عدد من القرى المصرية"، لافتا إلى أنه عاش تجربة مسلسله "القاصرات" مع والدته التي تزوجت عن عمر ناهز اثني عشر عاما.

وأضاف لـسكاي نيوز عربية: "أصبح الناس يبيعون بناتهم مقابل مبالغ مالية، ويمتهن رجال في قرى مصرية السمسرة، إذ يأتون بأثرياء من دول أخرى ليزوجوهم من فتيات لا يتعدين الـ 11 من العمر".

وتابع: "هذه الظاهرة منتشرة بصورة كبيرة في إحدى القرى القريبة من محافظة الجيزة، إذ تخلى الرجال عن إنسانيتهم وتحولوا إلى سماسرة يبيعون القاصرات لمن يدفع أكثر".

واعتبر السعدني أن هذه الظاهرة ليست في مصر فقط، وإنما تحولت إلى وباء تفشى في مختلف دول الوطن العربي.

يشار إلى أن آخر الأعمال الدرامية التي أطل فيها السعدني على جمهوره كانت مسلسل "القاصرات" الذي عرض خلال رمضان الماضي، وتناول ظاهرة زواج الفتيات القاصرات من رجال أكبر سنا.

عشت تجربة "القاصرات" مع أمي

وأوضح السعدني أنه عاش تجربة مسلسله الجديد مع والدته، التي تزوجت فين عمر الـ 12 عاما، وقال: "كانت أمي تبلغ الثانية عشرة من العمر عندما تزوجت والدي، الذي كان عمره حينها 15 عاما".

وأضاف: "كانا مجرد طفلين تحملا المسؤولية مبكرا، لأن هذه هي التقاليد التي كانت متبعة في أرياف مصر وصعيدها. فبمجرد أن تبدأ معالم الأنوثة بالظهور على الطفلة، يزج بها أهلها في قفص الزوجية".

وعن الانتقادات التي وجهت إلى المسلسل كونه استخدم أطفالا لتمثيل أدوار الزوجات القاصرات، قال السعدني: "لم أشعر ولو للحظة أنني أمثل أمام أطفال، إذ وجدت لديهن نسبة كبيرة من الوعي".

وأضاف: "لم تحتج أي طفلة مثلت في المسلسل إلى شرح بعض المواقف مثلا كي تفهم ما يحدث أو ما يقصد ببعض المشاهد، فمن الواضح أن أسرهن أدت دورا هاما في إيصال الرسالة لهن، إلى جانب دور الكاتبة سماح الحريري التي حرصت على إيصال الرسالة بأدق تفاصيلها".

واعتبر الممثل المصري أنه على مدى مسيرته الفنية التي استمرت نحو 50 عاما، فإن "القاصرات" هو أكثر الأعمال التي قدمها جرأة على الإطلاق، لافتا إلى أنه "سلط الضوء على هذه الظاهرة البشعة عل المجتمع يبحث عن حل جذري لها".

وأضاف: "لا بد لمراكز البجث الاجتماعي أن تبحث عن حلول أكثر واقعية"، موضحا أن الحلقة الأخيرة من المسلسل أكدت أن القضية مازالت مستمرة دون حل.

"عادل إمام خارق للعادة"

ولدى سؤاله عن أبرز الأعمال الدرامية التي عرضت خلال رمضان الماضي، أشار السعدني إلى مسلسل "العراف" الذي قدمه الممثل المصري عادل إمام، قائلا: "عادل إمام خارق للعادة فهو الممثل الوحيد في الوطن العربي الذي تمكن من الحفاظ على المرتبة الأولى طوال 30 عاما".

وأضاف: "سيبقى عادل إمام حالة خاصة وضعت بصمتها الواضحة في التاريخ العربي".

كما أعرب السعدني عن إعجابه بعدد من المسلسلات الأخرى، منها "بدون ذكر أسماء" و"موجة حارة".

السعدني: ابني لا يريد العمل معي

وعن الأسباب التي منعت السعدني من تقديم عمل مشترك مع ابنه الممثل أحمد السعدني، قال: "على العكس تماما، فأنا من أردت تقديم عمل مشترك مع ابني إلا أنه رفض الفكرة وأكد أنه يريد أن يعتمد على نفسه في مشواره الفني دون أي مساعدة مني".

وتابع: "الكثير من أبناء جيلي من الممثلين قدموا أبناءهم إلى عالم الفن من خلال أعمال مشتركة، إلا أن ابني أصر على دخول معهد التمثيل بعد أن أنهى دراسته الجامعية، ونجح بالفعل في شق طريقه دون أن يربط اسمه باسمي، وأنا فخور به".