"بخيبة أمل" انتهت حلقات المسلسلين الدراميين السوريين "سنعود بعد قليل" و"الولادة من الخاصرة"، والذين حاولا تناول الواقع الذي تعيشه البلاد من نزاع دام امتد على عامين حاصدا أكثر من 100 ألف قتيل حتى اليوم.

"نحن بحاجة للتفاؤل والأمل.. نحن شعب فقير حتى النهاية السعيدة لم نجدها في المسلسلات"، بهذه الكلمات عبر المهندس محمد عن خيبة أمله لموقع سكاي نيوز عربية بالنهاية المفتوحة لكلا المسلسلين الدراميين "الولادة من الخاصرة 3" و"سنعود بعد قليل".

يضيف محمد، وهو ناشط معارض للنظام السوري، "الحق يقال حاولوا الاقتراب من الواقع لكن الواقع أبشع بكثير جدا من ما تم تصويره ونقله.. كنت أنتظر نهاية تعطينا القليل من الأمل.. لكن النهاية كانت خيبة  حقيقية".

وتناول العمل الدرامي "الولادة من الخاصرة 3" للكاتب سامر رضوان والمخرج سيف الدين سبيعي، الأوضاع في سوريا منذ انطلاق شرارة الاحتجاجات المناهضة للحكومة منتصف مارس 2011، وسلط الضوء على الفساد الموجود في الأجهزة الأمنية، إلى جانب الحل الأمني الذي اتبعته الحكومة السورية حيال الاحتجاجات السلمية دافعا إياها رويدا رويدا إلى حمل السلاح كرد فعل على العنف الممارس ضدهم.

أما مسلسل "سنعود بعد قليل" للكاتب رافي وهبي والمخرج الليث حجو، فتناول الأحداث في سوريا كخلفية للحبكة الدرامية للعمل وكموجه رئيسي لأغلب الشخصيات التي انتقلت إلى لبنان المتأثر أصلا بظلال وتبعيات الأحداث في البلد المجاور.

تقول ريتا، طالبة جامعية من سكان مدينة دمشق، لموقعنا إنها "كانت بحاجة لرؤية انتصار المحبة بين السوريين.. انتصار الحياة على الموت.."، وتضيف "ربما نحن بحاجة لجرعة أمل.. لولا الأمل في الغد لمتنا اليوم".

تابعت ريتا الأعمال الدرامية يوميا وكانت سعيدة بأنها تصور معاناتهم اليومية من أجل الاستمرار ومن أجل التمسك بسوريا إلا أن النهاية "بقيت كحال البلد معلقة في الهواء بدون موعد لنهاية الحرب.. وبلا موعد لنهاية الموت.. وبلا موعد لنهاية التفجيرات والمذابح".

واعتبر علي، طبيب أسنان من سكان حلب، أن النهاية جاءت كما الواقع "بلا أمل"، ويقول "كنت انتظر نهاية سعيدة لقصتنا المعلقة في مسلسل.. هو لا يقدم ولا يؤخر شيئا إلا أننا انتظرنا نهاية سعيدة لنردد من قلبنا عليها (إن شاء الله).. لكن والحق يقال الخاتمة كانت كما هو حالنا معلقين في الهواء".

ولخص علي إلى أن كلا العملين الدراميين ذهبا إلى نهايات مفتوحة، حيث انتهي "سنعود بعد قليل" بموت البطل "دريد لحام - أبو سامي" في المستشفى بالعاصمة اللبنانية بيروت وحيدا وهو الذي قصد لبنان لزيارة أبنائه والعودة إلى منزله الدمشقي بحارات العاصمة القديمة وإلى عمله في محل لصناعة صناديق الخشب المطعمة بالصدف "أرابيسك".

فيما اختتم "الولادة من الخاصرة 3" حلقاته بمشهد يجمع بين أم أحد قتلى الجيش السوري، وأم مقاتل من الجيش الحر والذي قتل ابن الأولى، وتطالب أم مقاتل الجيش الحر الأم الأخرى بالسماح والغفران لتبدأ بداية جديدة للبلد دون أن نعرف ما هو الجواب النهائي.

إلا أن بعض متابعي الدرما اعتبروا أن النهاية أتت كما الواقع "محير ولا حل له".

وتقول المهندسة شيرين لموقعنا "خاتمة منطقية لأنه لا يوجد حل واحد بل نحن بحاجة لحل عام وأقرب للخيال.." وتضيف "كل شخص يحاول أن يكون أقوى من رغباته الداخلية ليتمكن من قبول الآخر الذي تسبب بالأذى له.. هل سيفضل حب الوطن على محبته لنفسه ولابنه ولأقاربه".

وتضيف "لا حل فالطبيعة البشرية أقرب للانتقام وبالتالي الحل شبه مستحيل".

ويتفق طارق، أخصائي اجتماعي من سكان مدينة حمص، مع شيرين برأيها فيقول "الخاتمة جاءت منطقية أمام الواقع المرير الذي يمر به وطننا".