يختلف الاحتفال بعيد المولد النبوي في مدينة كراتشي جنوب باكستان عن باقي المناسبات الدينية التي يحييها الباكستانيون.

فلم تتغير وتيرة الحياة في شوارع كراتشي التي ازدحمت بالمارة، بالرغم من قساوة فصل الشتاء هذا العام، خاصة بعد وأن الحكومة كانت قد أعلنت يوم الأحد عطلة رسمية.

وضجت أحياء المدينة بصخب الأطفال الذين ارتدى معظمهم الزي الباكستاني التقليدي بتصاميم مزركشة، وتعالت صيحاتهم الصاخبة لتضفي على طقوس المولد مسحة احتفالية خاصة.

 ونصب عشرات الشباب خياما صغيرة على جوانب الطرقات لتوزيع المياه والمشروبات على المارة.

وزينت مصابيح مضيئة ملونة واجهات المساجد والشوارع الكبرى خلال الاحتفال بهذه المناسبة، بينما تردد صدى تراتيل الابتهالات داخل المنازل حيث تفننت ربات البيوت في إعداد حلويات تقليدية محلية، من أشهرها الحلاوة بالجبن والكير وهو أرز مخلوط مع الحليب والسكر.

وحضر آلاف الباكستانيين محافل المولد، وهي لقاءات تنظمها هيئات دينية واجتماعية تتخللها محاضرات يلقيها رجال دين وأساتذة جامعيون.

وكانت وزارة الداخلية قد أعدت خططا أمنية استباقية تحسبا لأية هجمات مسلحة قد تشهدها المدينة أثناء الاحتفالات، خاصة وأن  مدينة كراتشي، ومدنا أخرى متاخمة للحدود الأفغانية، تشهد من وقت لآخر موجة من أعمال العنف والاغتيال المستهدف تقودها عصابات مسلحة متناحرة على أساس عرقي وطائفي.

ومازالت الذكريات المؤلمة التي تعود لخمس سنوات مضت حاضرة في أذهان سكان كراتشي عندما اهتزت المدينة عام 2006 على وقع تفجير انتحاري أودى بحياة 60 شخصا كانوا متجمعين للاحتفال بعيد المولد في ساحة كبرى وسط المدينة.

وفي عيد المولد النبوي هذا العام تمسح كراتشي دموع ذلك اليوم الدامي، وترتفع أيادي المصلين بالدعاء لكي يعم السلام أرجاء باكستان.