لا تتجاوز آسيا عارف عامها السابع، إلا أنها تستطيع إلقاء خطب باللغة العربية وإنشاد الشعر، رغم أنها تنحدر من أبوين باكستانيين.

حرص والد آسيا، عارف صديق، على تعليم ابنته الوحيدة اللغة العربية منذ سن الثانية، وكان يحدثها في البيت باللغة العربية الفصحى بدل اللغة الأوردية، ليخلق لها بيئة لغوية عربية.

ويقول عارف لـ"سكاي نيوز عربية": "كان عليّ الانتظار إلى أن تكبر قليلا، لكي أبدأ في التحدث معها باللغة العربية، ولم أستخدم أي كلمة من اللهجات العامية. كل طفل بمقدوره تعلم ثلاث لغات في وقت واحد".

في بيت أسرتها في روالبندي، إحدى ضواحي إسلام أباد، تفضل آسيا قضاء أوقاتها في مطالعة الكتب والإبحار في الإنترنت. حفظت عشرات الأبيات للمتنبي، وأبي القاسم الشابي، والإمام الشافعي وغيرهم.

وعندما بلغت الثالثة من العمر، كانت الصغيرة آسيا تتقن حوالي 800 مفردة من اللغة العربية. لم يكن الأمر سهلا على والديها اللذين تعرضا لمواقف ساخرة من أصدقاء باكستانيين بسبب تفضيل ابنتهما اللغة العربية على اللغة الأوردية والإنجليزية.

ويرى عارف صديق، أن عشقه للغة العربية منذ صغره انتقل لابنته: "بناء على حبي قمت بهذه التجربة والحمد لله نجحت، وابنتي بدأت تقرض الأشعار من عندها، ونحن فخورون بما وصلت إليه، لأنني بنفسي لا أحفظ أي شعر عربي".

وإلى جانب دراستها في الصف الثالث الابتدائي، تكتب آسيا قصصا قصيرة للأطفال، كما أنها أصغر طالبة باكستانية تدرس في جامعة العلامة إقبال المفتوحة بإسلام أباد. واختارتها الجامعة لتلقي دروسا منزلية في اللغة العربية، وستحصل بعد أشهر على شهادتها الجامعية.

إتقان آسيا للغة العربية، هو ثمرة تطبيق والدها نظرية الفطرة والممارسة للباحث السوري عبد الله الدنان، الهادفة إلى نشر ثقافة المحادثة باللغة العربية الفصحى في العالم العربي.

وبتشجيع ودعم والدها، تحلم الطفلة آسيا عارف أن تكون شاعرة باكستان الأولى، رغم أنها تعيش في بلد لا يتحدث سكانه اللغة العربية.