منذ اندلاع الحرب في سوريا، أصبح تاريخ البلاد عرضة للنهب والسرقة في كثير من الأماكن، في وقت قام أهالي مدينة الرقة بتأمين آثار متحفها خوفا من السرقة.

وانعكست الأحداث المؤلمة التي تشهدها سوريا خلال الأزمة الحالية سلبا على التراث الثقافي السوري، إذ تعرض بعض المواقع الأثرية في المناطق الساخنة لأعمال تنقيب وتخريب وسرقة، ونشطت عصابات تهريب الآثار، كما نشطت حركة التزوير، وتضرر بعض المباني الأثرية في بعض المحافظات.

ووفقا لتقرير صدر الشهر الماضي عن المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية، جاء فيه أن هناك جهودا حثيثة  للحد من تأثيرات الأزمة الراهنة على الآثار، وأهمها حماية مقتنيات جميع المتاحف على امتداد سوريا ونقلها إلى أماكن آمنة، واسترداد مسروقات أثرية من بعض المواقع عبر مصادرات حدودية.

وقام أهالي مدينة الرقة بحفظ كل مقتنيات المتحف، ونقل أهم القطع الأثرية من مبنى المتحف إلى غرف في داخله وتم حفظها في مستودعات محصنة بأسلوب محكم.

وقال المسؤول عن شباب حماية المتحف، أبو عدي، لـ"سكاي نيوز عربية" إن "مجموعة متطوعة من شباب مدينة الرقة قاموا بحماية المتحف وآثاره، بعد أن حاول اللصوص والمخربين التعرض للمتحف".

وأضاف أن مقاتلي المعارضة المسلحة تولوا مسؤولية تأمين المتحف، بالإضافة إلى حفظ القطع الأثرية الثمينة في المصرف المركزي لمدينة الرقة.

ويضم المتحف بين جدرانه مقتنيات أثرية هامة من مختلف أرجاء محافظة الرقة، إذ يحوي المتحف 8900 قطعة أثرية وفقا للسجلات.

من جانب آخر، أوضح أحد القادة الميدانيين في حركة أحرار الشام الإسلامية، أبو الجود، أن "كثيرا من الدوائر التي كانت تستعملها الحكومة السورية بالإضافة لمقتنيات المتحف، نتحفظ عليها لأنها جزء من أموال المسلمين، حتى تعود الشرعية للبلاد".

جداريات للفسيفساء

يذكر أن المتحف يضم جداريات فسيفساء جميلة التصميم، يعود تاريخها إلى القرن الخامس الميلادي، عثر عليها في منطقة حويجة حلاوة بمحافظة الرقة.

وزين البهو الكبير في الطابق الأرضي بلوحات فوتوغرافية لأهم مواقع الآثار في المحافظة وسوريا، كما خصص في هذا الطابق جناح للآثار القديمة وجناح آخر للآثار من العصور الرومانية والبيزنطية، وكذلك جناح للفن الحديث.

ويقع المتحف في بناء قديم بني في الحقبة العثمانية سنة 1861، وقد استخدم سابقا دارا للسرايا وتحول إلى متحف في 24 أكتوبر 1981.

والمبنى هو عبارة عن بناء أثري مميز يتألف من طابقين يحتوي كل طابق على مكتشفات أثرية هامة من المواقع العديدة المنتشرة في مختلف أرجاء محافظة الرقة.