وكانت اللوحات القيمة بحوزة طبيب العيون سمير الصليبي، الذي كان في الثانية من عمره عند وفاة الرسام خليل، حيث عاش معظم حياته بين هذه الرسومات التي اشتراها والده.

وقرر سمير الآن منح لوحات قريبه خليل إلى معرض الجامعة الأميركية في بيروت لتعرض أمام الجمهور للمرة الأولى.

تفتحت عينا سمير الصليبي على رؤية جدران بيته وهي مزدانة بأبهى اللوحات الفنية التي اشتراها والده الدكتور شاهين الصليبي إثر مقتل الرسام خليل الصليبي.

ويعد خليل الصليبي، الذي توفي مع زوجته في حادث اكتنفه الغموض، أحد مؤسسي الفن الحديث في لبنان ورائد من رواد الفن التشكيلي حيث تتلمذ على يديه كبار الفنانين اللبنانيين.

وعرض خليل أعماله في أدنبره وباريس والولايات المتحدة وهو معروف برسومه للأوجه واهتمامه بشكل الجسد البشري.

واشتهر برسمه للمفكرين والنخبة والأكاديميين لكنه في المقابل برع في رسم أهل القرية بملابسهم التقليدية الجبلية وخصوصا "الطربوش".            

 وكان خليل الصليبي ولد في قرية بطلون اللبنانية وبدأ الرسم في سن مبكرة مستعملا رؤوس عيدان الكبريت ثم ريشة الحبر والفحم الحجري والرصاص، وفي عام 1928 حين كان في الثامنة والخمسين من عمره قتل هو وزوجته إثر خلاف على حقوق المياه النابعة من أرضه.

أما سمير فقال إنه يشعر بالقلق تجاه مصير المجموعة بعد وفاته، لافتا إلى أنه يفضل بقاءها كمجموعة واحدة وعدم توزيعها على أولاده، حسب ما ذكرت وكالة أنباء رويترز.

وأضاف: "لم اكن أعرفه، كان عمري سنتين عندما توفي ولكني أعرف أنني عشت كل حياتي مع صوره لأن صوره كلها كانت في منزل أبي، ومنذ أن كنت طفلا كنت أراها حولي".

من جهته، قال رئيس الجامعة الأميركية في بيروت، بيتر دورمان: "يسعدني أن أرى مجموعة خليل الصليبي تعرض للمرة الأولى أمام الجمهور هنا في بيروت، فهذه المجموعة الفريدة تشكل جزءا مهما من الميراث الثقافي اللبناني والجامعة التزمت بحفظه للأجيال المقبلة، وهذه خطوة أولى من مخطط بعيد المدى لجعل الحرم الجامعي حاضنا للفن الحديث والمعاصر."

وتابع: "في التفاتة كريمة ونادرة في مجتمعنا العربي أهدى سمير الصليبي الجامعة الأميركية في بيروت ما يزيد عن 60 لوحة فنية قيمة لتشكل معرضا دائما ضمن جناح باسم "روز وشاهين الصليبي".

وقال هنري ريكو فرانسيس الذي يدرس تاريخ الفنون في الجامعة الأميركية في بيروت: "هذه المجموعة مهمة للغاية إذ يعتبر خليل الصليبي واحدا من رواد الفن وواحدا من الذين يعتمدون الأسلوب الأوروبي في لبنان."

يشار إلى أن معرض الصليبي افتتح في العاشر من يونيو الجاري ويستمر حتى نهاية العام في الجامعة الأميركية.