أعلنت وكالة أبحاث السرطان، التابعة لمنظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، أن عوادم الديزل تسبب الإصابة بالسرطان، وهو إعلان يجعل هذا النوع من العوادم خطيرا على الصحة العامة بنفس درجة التدخين السلبي.

وخطر الإصابة بالسرطان بسبب عوادم الديزل خطر محدود، لكن نظرا إلى أن أشخاصا كثيرين يتنفسون الأبخرة بشكل ما، قالت الوكالة العلمية إن رفع مستوى أبخرة الديزل إلى مادة مسرطنة من "مادة مسرطنة محتملة" يعد تغييرا مهما.

وقال كيرت ستريف مدير الوكالة الدولية لأبحاث السرطان: "إنها (عوادم الديزل) بنفس خطورة التدخين السلبي". وأضاف: "يمكن أن يكون ذلك دافعا آخر كي تتخلص الدول من العوادم الناتجة عن محركات الديزل".

ونظرا لأن كثيرين يتعرضون لعوادم الديزل، قال ستريف إنه يمكن أن تكون هناك حالات كثيرة لسرطان الحنجرة بسبب التلوث. وقال إن عوادم الديزل تصيب مجموعات من بينهم المارة في الشوارع وركاب السفن وعمال السكك الحديدية وسائقي الشاحنات ومشغلي الآلات الثقيلة.

ويأتي التصنيف الجديد في أعقاب مناقشات لمدة أسبوع في مدينة ليون الفرنسية عقدتها لجنة خبراء من الوكالة الدولية لأبحاث السرطان. ويعتبر قرار اللجنة بمثابة حكم من الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، الذراع المعنية بشئون السرطان في منظمة الصحة العالمية.

وكانت آخر مرة درست فيه الوكالة موقف عادم الديزل في عام 1989 عندما اعتبرته مادة مسرطنة محتملة. وإعادة تصنيف عوادم الديزل على أنها مواد مسرطنة يضعها في نفس فئة أخطار معروفة أخرى مثل الأسبيستوس والكحول والأشعة فوق البنفسجية.

ولا زالت الحكومة الأمريكية - مع ذلك - تصنف عوادم الديزل على أنه مادة مسرطنة محتملة. وقال خبراء إن محركات الديزل تبعث بعوادم أقل لكن لا بد من المزيد من الدراسات لتقييم أي أخطار محتملة.

وقال فنسنت كوغليانو من وكالة حماية البيئة الأمريكية: "ليس لدينا دليل كاف للقول إن هذه المحركات الجديدة خالية من المخاطر، لكنها من المؤكد أقل خطورة من ذي قبل".

وأضاف أن الوكالة لم تتلق أي طلبات لإعادة تقييم ما إذا كان الديزل يسبب السرطان لكنه قال إن تقييمات الوكالة تكاد تتفق مع تلك التقييمات من الوكالة الدولية لأبحاث السرطان.

وقام خبراء في ليون بتحليل الدراسات المنشورة وأدلة من الحيوانات وأبحاث محدودة أجريت على البشر. ونشرت واحدة من أكبر الدراسات في مارس من جانب المعهد الوطني الأمريكي للسرطان.

وحللت الدراسة 12300 عامل منجم على مدى عدة عقود بداية من عام 1974. ووجد الباحثون أن عمال المناجم الذين يتعرضون بكثافة لعادم الديزل يصبحون أكثر عرضة للوفاة نتيجة سرطان الحنجرة.