قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الإثنين، إن معارضة الممثل والمخرج روب راينر العلنية له هي السبب وراء مقتله، مطلقا هذا الادعاء غير المدعوم بأدلة في منشور صادم بدا وكأنه يهدف إلى مهاجمة خصومه حتى في مواجهة مأساة.
وقال ترامب، في منشور على شبكته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال"، إن راينر وزوجته قتلا "بحسب التقارير بسبب الغضب الذي أثاره لدى الآخرين، نتيجة معاناته الشديدة والمستعصية وغير القابلة للشفاء بمرض عقلي يعرف باسم متلازمة جنون ترامب".
وأضاف الرئيس الأميركي أن راينر "كان معروفا بتسببه في دفع الأشخاص إلى الجنون بهوسه الشديد بالرئيس دونالد ترامب، حيث وصل جنونه الواضح إلى مستويات غير مسبوقة، في الوقت الذي تجاوزت به إدارة ترامب جميع الأهداف وتوقعات العظمة".
وكان راينر أحد أنشط الديمقراطيين في صناعة السينما، حيث دأب على تنظيم حملات لدعم القضايا الليبرالية واستضافة فعاليات لجمع التبرعات.
كما كان من أشد منتقدي ترامب، إذ وصفه في مقابلة مع مجلة "فارايتي" عام 2017، بأنه "غير مؤهل عقليا" لتولي منصب الرئيس، وأنه "أكثر شخص غير مؤهل على الإطلاق لتولي رئاسة الولايات المتحدة".
وأُلقت الشرطة القبض على نجل الممثل والمخرج السينمائي، حيث وجهت له تهمة بقتل والديه، حيث عثر عليهما بعد أن فارقا الحياة بمنزلهما مطلع الأسبوع، حسبما أعلن جيم ماكدونيل قائد شرطة لوس أنجلوس، الإثنين.
وأوضح ماكدونيل للصحفيين أن نيك راينر، البالغ من العمر 32 عاما، الذي كان يعاني إدمان المخدرات، قبض عليه بتهمة القتل في هذه الجريمة، مضيفا أنه محتجز رهن كفالة قدرها 4 ملايين دولار.
وعثرت الشرطة على راينر، البالغ من العمر 78 عاما وزوجته ميشيل سينغر (70 عاما) ميتين في منزلهما بحي برينتوود الراقي في لوس أنجلوس، الأحد.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن الزوجين تعرضا للطعن حتى الموت.
وكان نيك راينر قد تحدث صراحة على مر السنين، عن معاناته مع إدمان المخدرات وفترات التشرد التي عاشها عندما كان هاربا من العدالة ويرفض دخول مراكز إعادة التأهيل.
وصرح لمجلة "بيبول" في مقابلة عام 2016، أنه دخل مركز إعادة تأهيل لعلاج إدمان المخدرات لأول مرة في سن الخامسة عشرة، وأنه أمضى ما لا يقل عن 17 دورة علاجية على مر السنين.
وكانت ميشيل راينر في وقت من الأوقات مصورة فوتوغرافية، وهي التي التقطت صورة ترامب التي ظهرت على غلاف كتابه "ترامب: فن التفاوض".
وكان روب راينر، وهو نجل الكاتب والممثل الكوميدي الراحل كارل راينر، أعد إعلانات لحملة جون كيري المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية عام 2004.
وكممثل، اشتهر راينر بدوره في المسلسل التلفزيوني الكوميدي "أول إن ذا فاميلي" الذي أُنتج في السبعينيات، وحصد جائزتي "إيمي" لأفضل ممثل مساعد عن هذا الدور.
ثم انطلق راينر في مسيرة مهنية حافلة في هوليوود كمخرج، بدءا بفيلم "ذيس إز سبينال تاب" وهو فيلم وثائقي ساخر صدر عام 1984 يتناول تجارب فرقة روك خيالية خلال جولتها الفنية، وأصبح هذا العمل من كلاسيكيات السينما، واشتهر بنصه المرتجل في معظمه.
وأخرج راينر نحو 20 فيلما في المجمل، منها كلاسيكيات مثل "ستاند باي مي" وهو فيلم درامي عن بلوغ سن الرشد أنتج عام 1986، ويتناول قصة 4 فتيان ينطلقون للعثور على جثة شاب مفقود، بالإضافة إلى فيلم "وين هاري مت سالي" الذي صدر عام 1989 من بطولة بيلي كريستال وميج رايان.