تمثل بحيرة بنزرت الواقعة شمال تونس أحد أهم المزارع الطبيعية للطحالب البحرية الحمراء ذات الجودة العالية.

ويتم استغلال هذه الطحالب البحرية لاستخراج العديد من المواد الطبيعية والصديقة للبيئة على غرار المواد الطبية والصيدلية وأيضا مواد غذائية يتم بها صناعة السكريات الصحية وحتى الأجبان.

في ضواحي مدينة بنزرت أقصى الشمال التونسي، يقع مجمع صناعي أنشئ بتشجيع من الدولة التونسية، حيث تتم زراعة الطحالب البحرية ضمن مساحة بحرية واسعة، ومن ثمة تحويلها إلى مواد غذائية وأدوية ومواد مختلفة.

يقول منير بكلوط، وهو صاحب مزرعة ومصنع تحويل الطحالب: "نحن هنا في الشمال التونسي وتحديدا في بحيرة بنزرت بمنزل جميل. وفي هذه البحيرة لدينا ثمانين هكتارا لزراعة الطحالب البحرية الحمراء والتي اكتشفناها سنة 1995".

ويضيف بكلوط، لـ"سكاي نيوز عربية":" منذ منتصف التسعينات حاولت استغلال هذه المزرعة.. وبدعم من الحكومة التونسية بدأت العمل هنا منذ خمسة أعوام".

ويتابع: هفي مخبر التطبيقات الغذائية، نجد متخصصات في الصناعة الغذائية المعملية والعاملين على طلبات حرفائنا المتمثلة في بدائل طبيعية للمواد المصنوعة من الجيلاتين كمعجون الثمار والأجبان واللحوم المصنعة والمثلجات وغيرها من المنتجات الطبيعية بشكل كامل".

أخبار ذات صلة

بسبب الجفاف وشح الأمطار.. التونسيون مهددون بالعطش
تونس.. مساعٍ لتعزيز سلوك الحفاظ على البيئة في مناهج التعليم

بعد جمع هذه الطحالب التي زرعت في البحيرة، يتم توجيهها إلى الوحدة الصناعية والتي تتكون من أربعة أجزاء كل جزء منها له دور خاص.

يوضح مدير الانتاج بالمصنع منذر الجواني، طريقة انتاج الطحالب قائلا: "خطوات الانتاج هي خطوات بسيطة، أولا نقوم بغسل الطحالب البحرية ثم استخراج الجزء النشيط وفصله. ثم نتحصل على منتوج نقوم بتصليبه ثم نقوم بضغط المنتوج وتجفيفه وفي الآخر نقوم بطحن المنتوج.

تنتهي عملية الضغط والتجفيف والطحن، لتنطلق عملية التصنيع المعملي المباشر لمواد مختلفة.. وهنا الجزء المبتكر من العملية.. حيث يتم تحويل مسحوق الطحالب إلى سكريات طبيعية مختلفة الاستعمال..

ويسعى العديد من المستثمرين في تونس إلى استغلال أكبر للموارد الطبيعية في الصناعات التحويلية واستثمارها في مشاريع متنوعة.

يعتبر هذا الحوض البحري الفريد من نوعه أحد نماذج منظومة الصناعة والتغذية الصديقة للبيئة والتي يحتاجها عالم اليوم للحفاظ على منظومة حياة سليمة ومتوازنة بين ما يحتاجه الإنسان وما تحتاجه الطبيعة.