مع الارتفاع غير المسبوق لدرجات الحرارة في العراق، يضطر الكثير من أصحاب المهن والحرف لتغيير مواعيدِ عملهم، وكذلك الحالُ مع الفنانين الذين أصبحوا يُنهون رسوماتِهم الجدارية ليلا.

فنانو الجداريات في مدينة البصرة يغيّرون مواعد عملهم بسبب التغيّر المناخي، حيث أصبح الرسامون هناك يعملون ليلا بدلا من ساعات الصباح، كون المدينة تتعرض لموجة حر شديدة هذه الأيام.

ويرى الرسامون أن العمل ليلا هو الحل الوحيد حلا لتفادي درجات الحرارة المرتفعة.

ويقول الفنان التشكيلي حسين النجار: "أثرت درجات الحرارة على كل مفاصل حياة مدينة البصرة، إلى جانب ارتفاع نسبة الرطوبة العالية، ولهذا السبب اضطررنا كرسامين إما نتوقف عن العمل أو نختار بدائل من حيث المادة المستعملة ومن حيث توقيت العمل، فاضطررنا لاستخدام مواد ذات كفاءة عالية ومواصفات خاصة تكون قادرة على تحمل الإشعاع العالي للشمس بالإضافة إلى درجات الحرارة العالية والرطوبة".

وبحسب الأمم المتحدة فإن العراق يعد خامس أكثر دول العالم تضررا من التغير المناخي، إذ يتسبب الجفاف والقيظ الشديد في جعل أجزاء كبيرة من البلاد لا تكاد تصلح للسكن خلال أشهر الصيف.

وتضيف الفنانة التشكيلية أنسام العطية قائلة: "تتسبب أشعة الشمس والرطوبة ودرجات الحرارة المباشرة في التعب الجسدي والنفسي، بل وتمنع عملية الإبداع ذاتها".

عمل ثم عمل.. وطموح أهم من الراحة

وأضافت "نحن كفنانين ارتأينا أن نختار الليل كوقت للرسم بسبب الظروف المناخية فدرجات الحرارة في البصرة مرتفعة جدا قد تصل 53 درجة (مئوية). و كفنانين لا نستطيع تحمل مثل هذه الدرجات من الحرارة العالية التي تعيقنا جسديا وفنيا من حيث الاجهاد الجسدي والنفسي إلى جانب عدم القدرة على التعامل مع الألوان كما يجب، فاخترنا العمل بالليل حتى نستطيع الرسم و الإبداع".

الرسم هو مصدر الرزق الوحيد لهؤلاء الرسامين، وارتفاع درجات الحرارة يعيق من استلامهم لطلبات الزبائن، لعدم استطاعتهم على العمل في الحر، فالأمل الوحيد الآن متعلق بتناقص درجات الحرارة على كوكبنا ليباشروا العمل.

أخبار ذات صلة

تحلية مياه البحر.. العراق يبدأ خطوة عملية
مسؤول بالأمم المتحدة: الحر بالعراق ينذر ببدء "حقبة الغليان"