في سياق الجهود الرامية لتطوير المواقع الأثرية العراقية وتحويلها لمزارات سياحية وثقافية، صادق محافظ ذي قار، محمد هادي الغزي، على التصاميم الأساسية لمدينة أور السياحية، لتكون بذلك أول مدينة متكاملة الخدمات من نوعها في المحافظة الواقعة جنوبي البلاد، والتي ازدادت شهرتها العالمية بعد زيارة بابا الفاتيكان لها في ربيع العام 2021.

وقال مكتب المحافظ في بيان إن "التصميم الأساسي وضع بناء على مخرجات لجنة الأمر الديواني رقم 38 لسنة 2021، والمشكلة برئاسة الأمين العام لمجلس الوزراء وعضوية ممثلين عن وزارة الثقافة ووزارة الإعمار والإسكان ومستشاري رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية، فضلا عن ممثلين عن محافظة ذي قار".

محاور التصاميم

  • موضحا أن "التصميم يتضمن 5 قطاعات أساسية هي القطاع الديني والقطاع التعليمي والقطاع الخدمي والقطاع الترفيهي والقطاع السكني، والتي تمتد بمجملها على مساحة 370 دونما".
  • وأشار محافظ ذي قار إلى أن "الهدف من بناء المدينة السياحية تأمين خدمات للسياح القادمين إلى مدينة أور الأثرية التي تبعد نحو كيلومترين اثنين، وقد أنجز مخططها بعد استيفاء جميع المتطلبات والمسوحات والدراسات لتكون بذلك مدينة جديدة ذات طابع سياحي ديني".
  • كاشفا أن "المدينة السياحية تضم متحفا ومسارح ومطاعم ومراكز ثقافية وكلية للآثار والأهوار".

أهمية المشروع

يقول المتحدث بإسم وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية الدكتور أحمد العلياوي، في تصريحات لموقع سكاي نيوز عربية:

  • يعد مشروع مدينة أور السياحية واحدا من أهم المشاريع التي يعتمد عليها لإحياء القطاع السياحي وإنعاشه، في العراق عامة وفي مدينة الناصرية بشكل خاص، حيث أن هذه المنطقة كما هو معروف لها قيمتها الآثارية والتراثية العالية، والتي ازدادت أهميتها مع زيارة قداسة البابا لها في مارس 2021، والاهتمام الدولي الذي رافقها وتزايد الطلب حول العالم لزيارتها.
  • وهكذا بدأ التنسيق والعمل بين وزارة الثقافة والهيئة العامة للآثار والتراث مع مختلف الجهات ذات العلاقة، لتقديم التسهيلات اللازمة للإنشاءات وتخصيص المبالغ ووضع التصاميم الخاصة للارتقاء بالواقع السياحي والخدمي في المنطقة، ولبناء هذه المدينة السياحية.
  • المشروع سيوفر فرصا كبيرة لتنشيط السياحة والاستثمار في المنطقة وخلق الوظائف، وهو ما سيقود لازدهارها خاصة وأن مدينة الناصرية تعاني من تراجع فرص العمل، وهي فرصة ثمينة لتعظيم الدخل الوطني عامة، عبر تنشيط صناعة السياحة كأحد روافد الاقتصاد المحورية.
  • العراق زاخر بالمقومات والمعالم والمواقع السياحية المتكاملة من دينية وآثرية وطبيعية، والتي تشكل مصدر جذب للسياح من كل مكان.
  • هذه المصادقة على تصاميم مدينة أور السياحية، والتعاون القائم بين مختلف الجهات المعنية هو مبشر بالخير، ويسهم في تسريع وتيرة إنجاز هذا المشروع السياحي والثقافي الطموح.
  • إنشاء مثل هذه المدن السياحية هو ضرورة لا بد منها في الناصرية، وفي مختلف المناطق والمحافظات العراقية الزاخرة بمواقعها الآثارية والحضارية، وهي ستوفر بنى أساسية لاستقطاب الزوار والسياح حول العالم.
  • العراق بحاجة ماسة لمثل هذه المبادرات والمشروعات، كونه يعاني منذ نحو 40 عاما من العزلة السياحية، وقد حان الوقت لفكها والتواصل مع العالم وتطوير قطاع السياحة.

أخبار ذات صلة

صور.. بعثات الآثار العالمية تعود للعراق من أجل "مهد الحضارة"
العراق.. استعدادات لاستقبال "أكبر رحلة للحج المسيحي"

زيارة البابا

هذا وكانت أور من أهم محطات الزيارة البابوية التاريخية للعراق، في بدايات شهر مارس من عام 2021، والتي أقام فيها صلاة الأديان "من أجل أبناء وبنات إبراهيم"، وبمشاركة أتباع مختلف الديانات والطوائف العراقية، تأكيدا على قيم السلام والتعايش والتسامح والأخوة الإنسانية، لا سيما أن تلك الصلاة، وما حملته من معان ورسالات، تمت في مهد الديانة الإبراهيمية.

وتعد أور، بحسب مختلف الديانات السماوية مسقط رأس النبي إبراهيم، وهو بمثابة الأب الروحي لتلك الديانات التوحيدية.