في دفء منطقة الراحة الخاصة بنا، تبدو الحياة آمنة ومألوفة أكثر مما نهتم بالاعتراف به، وفي كثير من الأحيان من الصعب العثور على الدافع للمغادرة، متجاهلين الفرص التي نضيعها.

وعرّف علماء النفس "منطقة الراحة" بأنها تلك المساحة السلوكية للفرد التي تمكنه من القيام بأنشطة وسلوكيات روتينية، ذات نمط يقلل من الإجهاد والمخاطر، وتجعله في حالة من الأمن العقلي، والسعادة المنتظمة والقلق المنخفض.

لماذا يصعب علينا مغادرة منطقة الراحة؟

حددت الباحثة مارجي واريل، في دراسة خاصة نشرتها فوربس، عدة أسباب وراء تردد الأشخاص، في اتخاذ الخطوة الأولى، لترك دائرة الأمان الخاصة بهم:

الخوف وعدم اليقين

عندما نفكر في مغادرة منطقة الراحة الخاصة بنا، فإننا نُقابل بعدم اليقين الذي يساوي الخطر، مما يجعلنا خائفين من خوض تجارب جديدة.

فتنة الراحة

لمنطقة الراحة جاذبية قوية نظرا لأنها آمنة وسهلة، فمن الطبيعي أن يرغب الناس في البقاء فيها، غير أن النمو والراحة لا يمكن أن يركبا الحصان نفسه، وكثيرا ما ننسى مخاطر عدم المخاطرة.

العقلية الثابتة

يقتنع أصحاب العقلية الثابتة، بأنهم لا يملكون المهارات اللازمة لتحقيق أهدافهم، وهذا يجعلهم أقل تحفيزا للبحث عن فرص للنمو وتعلم مهارات جديدة، كذريعة للبقاء في منطقة الراحة وتجنب التحديات والمشقة.

الكسل والروتين

التغيير السلوكي الناجح صعب بسبب سلوكنا الاعتيادي، وكلما كررنا سلوكيات معينة علقنا أكثر في أنماط ثابتة، فعلى سبيل المثال، سيكون الاستيقاظ في الساعة 6 صباحا أمرا صعبا، في البداية، إذا كنّا نتبع جدول نوم غير منتظم لسنوات.

أخبار ذات صلة

لا تتجاهلها.. عادات تجعل رحلة تخفيف الوزن شاقة للغاية
أفكار صحية شائعة لكنها خاطئة

ما الذي سنجنيه عند مغادرة منطقة الراحة؟

قال ألبرت أينشتاين "جازف بالخروج من منطقة راحتك وستدرك أن المكافأة كانت تستحق العناء".

ومن المكافآت التي تنتظرنا في نهاية منطقة الراحة الخاصة بنا:

زيادة المرونة

يكسبنا تبني المواقف غير المريحة مرارا وتكرارا المرونة، وهي القوة العقلية التي تساعدنا في التغلب على العقبات في حياتنا الشخصية والمهنية، بمزيد من السهولة والتفاؤل.

تقدير الذات

وفقا للتسلسل الهرمي للاحتياجات للدكتور ماسلو، فإن تحقيق الذات مرتبط بحاجتنا للنمو الشخصي وتطوير قدراتنا، لكن إذا بقينا محتجزين في منطقة الراحة، فلن نعرف أبدا ما يمكننا فعله حقا.

زيادة الثقة بالنفس

عندما نتوسع في تجاربنا وندفع بأنفسنا، عدة مرات في مناطق غير آمنة، فإننا نكتسب المزيد من الثقة في أنفسنا.

ندم أقل

تقول بوني وير إن الأشخاص الذين لم يحترموا أحلامهم واستقروا في حياة متواضعة، ندموا على الخيارات التي اتخذوها أو لم يتخذوها، في حين كان من الممكن أن يكونوا أكثر سعادة.

أخبار ذات صلة

عند الاستيقاظ من النوم.. تخلص من أكثر مشاكل العينين شيوعا
تكافح لكي تنام ليلا.. نصائح ستجعلك منتصرا

خطوات بسيطة للخروج من منطقة الراحة

وجد العلماء أن أفضل طريقة لترك منطقة الراحة الخاصة بنا، هي توسيعها تدريجيا والعثور على المستوى الأمثل من التوتر الجيد.

وفيما يلي أبرز الخطوات التي ينصح باتباعها:

حدد هدفا كنت تريده دائما

اختيار هدف واحد والتركيز عليه، يساعد على ترك منطقة الراحة، دون الإفراط في التفكير والشعور بالإرهاق، الذي يسبب المماطلة في تنفيذه.

شارك في تحدٍ للياقة البدنية

ممارسة رياضة جديدة لمدة 30 يوما مثل الجري أو ركوب الدراجات، مفيدة جدا، للخروج السلس من منطقة الراحة حيث تقلل من آثار التوتر والقلق في الجسم.

غيّر روتينك

عندما يصبح الأشخاص شديدي التمسك بروتينهم اليومي، يشعرون وكأنهم يعملون على نظام الطيار الآلي.

ولتفادي ذلك فإن تغيير الروتين، ببعض العفوية، يساهم في الخروج من هذا المأزق.

اختر الخوف ثم واجهه

الشجاعة لا تعني القضاء على الخوف، بل المضي قدما على الرغم من وجوده، لذلك ينصح باختيار خوف واحد معيق لمواجهته، ويمكن البدء بشيء صغير وبسيط.

سافر إلى مكان جديد

السفر من أمتع الطرق للخروج من منطقة الراحة، ويعد استكشاف بيئة جديد من أكثر التجارب ثراءً، لأنها تقدم وجهات نظر جديدة.

أخبار ذات صلة

هؤلاء يدمرون أنفسهم.. خبيرة نفسية تحدد 6 علامات تكشفهم
رهاب الميسوفوبيا.. إليك علامات الإصابة وكيفية العلاج