في سوق الخضروات بنواكشوط المعروفة محليا بسوق "مسجد المغرب"، تأتي عائشة بنت يحظيه لاقتناء بعض حاجيات الأسرة اليومية. تتبضع عائشة في الجانب المخصص للخضروات، ويساورها في الوقت ذاته، قلق من المواد المتلوثة التي تعتقد أنها منتشرة في جميع الأسواق.

في سوق الخضروات بنواكشوط المعروفة محليا بسوق "مسجد المغرب"، تأتي عائشة بنت يحظيه لاقتناء بعض حاجيات الأسرة اليومية. تتبضع عائشة في الجانب المخصص للخضروات، ويساورها في الوقت ذاته، قلق من المواد المتلوثة التي تعتقد أنها منتشرة في جميع الأسواق.

وتقول عائشة لموقع سكاي نيوز عربية: "لايمكن لأي أحد أن يميز المتلوث من المواد الاستهلاكية من الأخرى، لأن هم التجار الوحيد هو جني الأموال، والدولة غائبة تماما، وليس لدينا سوى التبضع والتوكل على الله".

سوق لبيع المواد المنتهية الصلاحية

وفي أحد الأماكن التي ليست على الواجهة من سوق الميناء بنواكشوط، ازدهرت تجارة بيع المواد المنتهية الصلاحية، وسط غياب شبه تام للسلطات، بحسب بعد المارة الذين تحدثوا لموقع سكاي نيوز عربية. وتتميز هذه السوق بأسعار زهيدة، ومغرية للمستهلكين.

ويقول أحد المارة مفضلا حجب هويته: "لهذه السوق رواد كثر، وخاصة من ذوي الدخل المحدود المقبلين على مناسبات اجتماعية أو تنظيم حفلات شعبية، ليقتنوا الكثير من المواد الاستهلاكية وخاصة المشروبات بأسعار رخيصة، رغم علمهم بأنها مواد منتهية الصلاحية".

ويضيف آخر أنه أحيانا تقتاد الشرطة بعض باعة هذا السوق إلى السجن، لكن لايمكن القضاء على هذه التجارة، لأنها انتشرت وأصبحت رائجة لبعض المستهلكين.

هيئة دولية للمراقبة

بعد تدوال أنباء على مواقع التواصل الاجتماعي في موريتانيا تفيد بمعلومات تشكك في سلامة بعض المواد الغذائية، انتقدت وزارة التجارة والصناعة والصناعة التقليدية والسياحة ماوصفته بالمزاع والمعلومات المغلوطة، مؤكدة في بيان نشرته، أن المصالح المختصة في إدارة حماية المستهلك وقمع الغش، تفتش وتراقب باستمرار وانتظام الأسواق ونقاط التخزين وذلك من أجل الحد من الممارسات المتعلقة بالغش والتزوير.

وذكرت وزارة التجارة في بيانها أنها تعاقدت مع هيئة دولية ستوكل إليها مهمة مراقبة المواد الاستهلاكية المستوردة إلى البلاد، وستعمل على "التأكد من سلامة ومطابقة الواردات مع النظم والقواعد الدولية المعمول بها وإصدار شهادات بذلك."

وأشارت الوزارة إلى إنشاء وكالة وطنية للسلامة الصحية للأغذية؛ ستباشر عملها قريبا في "لضمان سلامة المواد الغذائية في الأسواق المحلية."

أخبار ذات صلة

في زمن التحولات.. هل يتخلى الموريتانيون عن "الدراعة"؟
موريتانيا.. الصناعة التقليدية مأوى لمعيلات الأسر

التفاحة الملوثة

وبخصوص "قضية التفاحة الملوثة"، والتي أكد أحد الطلاب الموريتانيين وجود آثار لخمسة وعشرين مبيدا حشريا عليها، بعد إخضاعها لفحص في أحد المختبرات، قالت الوزارة إن فحص التفاحة الواحدة لم يخضع لأي من قواعد الفحص المخبري للمواد الغذائية، و"التي تعتمد على إجراءات عدة يجب احترامها من أجل الحصول على نتائج دقيقة تعكس حقيقة سلامة المواد المفحوصة."

ومن جهة أخرى قالت اللجنة العلمية في المنتدى المستهلك الموريتاني لموقع سكاي نيوز عربية، إن بيان الوزارة بخصوص التفاحة، لايرقى إلى المستوى المطلوب بشأن طمأنة المستهلكين، مشيرة إلى أنه بيان سياسي أكثر مما هو مهني.

وبحسب الأمين العام لمنتدي المستهلك الموريتاني الخليل ولد خيري، فإن الخضروات والفواكه هي الأخرى لم تسلم من التلوث. ويقول ولد خيري لموقع سكاي نيوز عربية، إن مؤسسته تتوصل يوميا بشكاوى من المستهلكين بشأن المواد المنتهية الصلاحية، والتزوير والتلوث.

وأضاف أنه خلال الفترة الماضية، "وصلت شكاوى عن البطاطس السامة المخصصة للبذور، وذلك بعد استهلاكها بكثرة."

كل المؤشرات التي تظهرها السوق الموريتانية غير مطمئنة خصوصا فيما يتعلق بسلامة المواد الغذائية، وذلك لأن موريتانيا تستورد مواد غذائية بعضها يوصف بأنه "من الدرجة الثالثة"، ولايستبعد أن تكون هذه المواد ملوثة، بحسب بعض المتخصصين في المجال.