كتب أكثر من 30 عملا روائيا رائدا، وما يزال يحلم بكتابة الكثير، يلتقط خيوط الشخصيات التاريخية ويفرها على رقعة الرواية، يمتزج فيها الخيال بالواقع. لذلك يعتبر الكاتب الفرنسي المصري جلبير سينيويه ساحر السرد بامتياز.

هوايته الغوص في التاريخ كما في روايته الصادرة عن منشورات غاليمار الفرنسية بعنوان "الصقر"، يتتبع فيها سيرة وحياة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأخيرًا رواية عن شخصية مولاي إسماعيل، سلطان المغرب بين عامي 1672 و1727، بعد رواياته الشهيرة عن ابن سينا وأخناتون ويسوع وغيرهم.

سيرة الشيخ زايد

والتقينا الروائي جلبير سينيويه على هامش قمة اللغة العربية في أبوظبي، وأجاب على أسئلة موقع "سكاي نيوز عربية":

  • كيف تتم كتابة الرواية التاريخية أو رواية التخييل الروائي؟

قبل كل شيء، أقوم بتجميع الوثائق الأرشيفية حول الفترة التي أكتب عنها. وكذلك مراجعة مذكرات السفراء والزوار والرحالة وغيرهم. إنه عمل مضني ويستغرق وقتًا طويلًا. ولا يعني أن يبقى الروائي تحت سطوة الأرشيف بقدر ما يستطيع الخروج منه إلى بلوة آرائه الخاصة حول التاريخ والشخصيات، وجعل القارئ لا يفرّق بين التاريخ والخيال. وفي الوقت ذاته يجب أن يكون الروائي مخلصًا للتاريخ أيضًا.

  • ما هي مكانة اللغة العربية لك كروائي؟

إنني أعيش بقلب أم كلثوم وعقل ديكارت، إنها معادلة معقدة ومهمة في آن واحد، لأن اللغة العربية بالنسبة لي لغة علم وحضارة وموسوعة من المفردات. عندما أعود إلى فرنسا من مصر، أشعر بعروبتي أكثر.

أخبار ذات صلة

بديع أبو شقرا: لهذا السبب أوجه انتقادات قاسية لنفسي
الأمير هاري يتحدث عن معاناة "المتزوجات من العائلة المالكة"
  • ما هو تأثير الثقافة العربية على كتاباتك الروائية؟

عندما بدأت كتابة الروايات قالوا لي أنت لا تكتب كفرنسي، بل كعربي، وكنتُ أشرح لهم لكنهم لم يفهموا ما أقوله، كانوا يقولون لي إنك تحلّق بأعمالك ضمن فضاءات مليئة بحكايات الجدّات والقصص الواقعية والأزقة وغيرها، وأعمالك مشبعة بخصوصية عربية، وهذا أمر لا أشكك فيه كوني ولدت في مصر، وتعلّمي اللغة العربية أكسبني الكثير من المهارات وغيّر من طريقة تفكيري.  

  • هل تشعر بأزمة هوية بين عالمين؟

اللغات والحضارات متشابهة لكن العقليات مختلفة، وأنا أعود إلى جذوري عادة، وقد كتبت عن ابن سينا ضمن أعمالي الكثيرة التي تناولت العالم العربي. لغة الأم هي أساس الهوية، والإنسان عندما يفقد لغته الأم يبقى في صراع مع هويته، وبالنسبة لي لقد نسيت لغتي الأم على صعيد القواعد لكني لم أفقدها عقلياً وعاطفياً، وبهذا لم أفقد الهوية، بل أضفت هوية أخرى على هويتي وهذا مكسب بالنسبة لي. لطالما اكتسب المزيد من المهارات في امتلاكي لهويتين. وأسعى من خلال كتاباته إلى تغيير الصورة النمطية المأخوذة عن العرب والمسلمين، وتعزيز الاندماج الثقافي بين الشرق والغرب.  

  • ما هو رأيك بقمة اللغة العربية التي انعقدت في أبوظبي؟

يمكنني القول إن انعقاد قمة اللغة العربية كان ناجحًا للغاية بكل المقاييس، أعتقد أن مثل هذه التظاهرات المهمة لا تستدعي فقط التذكير بغنى اللغة العربية وثرائها، بل تعبّر عن علاقتها مع الحضارة الإسلامية. الأكثرية يتناسون ما حملته الحضارة الإسلامية إلى البشرية. مثل هذه القمة سمحت بجمع المفكرين والشعراء والكتّاب والأدباء والفنانين حول هويتهم. وهي فرصة سانحة للنقاش والجدل، بكل حرية، والتعبير عن وجهات النظر المختلفة في هذا الموضوع. وكل نقاش هو إغناء وإثراء للغة العربية.