في فقرة "بصمة نجاح" ضمن برنامج الصباح على سكاي نيوز عربية ، تحملنا رياح الإبداع إلى مدينة الموصل العراقية، حيث يُعيد نحّات إنشاءَ ما تمّ هدمه، وذلك في جداريات تصور تاريخ العراق.

فالنحاتُ العراقي خالد العبادي في الموصل يُعيد على جداريات، أعمالا فنية أثرية، دمّرها متطرفو تنظيم داعش الإرهابي، إذ يتذكر النحاتُ بحسرة مشاهدته أعضاء التنظيم، وهم يدمّرون تماثيل وتحفا فنية أثرية في مدينته الموصل، وتعهدَ آنذاك سرا بإعادةِ إبداعِ ما أتلفوه، لا سيما أنه حاصل على درجة الماجستير في الفنون التشكيلية.

وقال خالد العبادي: "لكل فترة زمنية ارتأينا أن نضع جدارية أو شكل يحاكي تلك المرحلة، فبدأنا من البوابة الآشورية وكأنه ندخل من خلالها إلى الزمن الآشوري وما بعدها مجموعة من المنحوتات الآشورية بما عُرف به الآشوريين من حملات عسكرية وزراعة وأمور اجتماعية وسياسية وعسكرية متنوعة".

فبعد سنواتٍ من استعادةِ المدينة من تنظيم داعش، يسيرُ خالد العبادي بفخر بجوار سلسلة من الجدارياتِ التي أبدعَها، وتُصوّرُ مشاهدَ من تاريخِ المدينةِ الغني.

فمنَ الإمبراطورية الآشورية في نَينوى القديمة، إلى سيطرةِ تنظيم داعش الإرهابي على الموصل، تهدف المشاهدُ إلى تذكيرِ العائلاتِ العراقية بالأحداثِ التاريخية التي عاشَها سكانُ المنطقة.

وقال خالد العبادي: "أثناء فترة داعش عندما كنت أرى أنا وزميلي التماثيل التي كانت تُزال والبوابات التي كانت تُهدم، كانت تنتابنا غصة كبيرة، وكان عندنا أمل وطموح أنه ما بعد التحرير سنعيد ما دمر، والحمد لله يثلج صدري اليوم متعة كبيرة بعد إعادة إحياء ما تم هدمه".

ويقع الفناءُ الذي تُعرض فيه الجداريات، في الموصل القديمة، وهي جزءٌ من المدينة تضرر بشدة بسبب العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش. وهنا يقول خالد العبادي "الموصل مدينة النحت والتاريخ، ولهذا ارتأينا أن تكون المنحوتات جدارياتي العشرون على هذا الجدار".

ترميم القلب الحضاري للموصل

بعد سنوات على تحرير مدينة الموصل العراقية من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، لا تزال هذه المدينة تنفض غبار تلك الحقبة السوداء التي تطال الحجر والبشر على السواء.

وفي هذا السياق، يعكف خبراء آثاريون ومرممون عراقيون وفرنسيون، على تجميع المئات من القطع الأثرية الصغيرة المدمرة، في متحف الموصل الحضاري.

وهذه القطع أجزاء من آثار ودرر نفيسة، يزيد عمرها على 2500 عام، كان قد دمرها إرهابيو داعش قبل سنوات.

وتضم القطع المعطوبة أسدا مجنحا وزنه عدة أطنان، وثورين مجنحين آشوريين، وقاعدة عرش من عهد الملك آشور ناصر بال الثاني، تعود إلى الألف الأول قبل الميلاد.

ويقول مدير متحف الموصل الحضاري، زيد سعد الله لموقع "سكاي نيوز عربية"، "تأهيل متحف الموصل هو نتاج مبادرة من التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع، طرحت في العام 2018، ودخل في هذه المبادرة مجموعة من الشركاء، كمتحف اللوفر الفرنسي ومجلس الدولة في الهيئة العامة للآثار والتراث العراقية، وصندوق النصب العالمي للمعالم".

ويضيف :"بدأت الأعمال بتنسيق مع خبراء فرنسيين بانقاذ القطع الأثرية تحت إشراف وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية، من خلال قيام الجانب الفرنسي بترميم تلك القطع واعدادها وصيانتها، ويتكفل صندوق النصب العالمي باعادة ترميم مبنى المتحف".

أخبار ذات صلة

بعد طرد داعش وترميمها.. كنيسة مار توما تستعيد رونقها
مكتبة الموصل تنهض من تحت ركام داعش