رصدت دراسة أميركية، كيف أمضى 3 آلاف شخص إجازاتهم خلال الصيف الماضي، وبينت نتائج الدراسة أن ثلث المستطلَعين لا يشعرون أنهم قضوا إجازة حقيقية، إلا إذا نشروا ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي.

فواحد من كل 3 أشخاص لا يستمتعون بإجازاتهم إلا إذا شاركوها على مواقع التواصل الاجتماعي، وواحد من كل أربعة أشخاص لا يفكرون بسفر يخلو من إمكانية اتصال الهاتف المحمول، كما يرغب سبعة من كل عشرة أشخاص بميزة الاتصالات غير المحدودة أثناء السفر والبيانات عالية السرعة.

نتائج تعود لاستطلاع أميركي جديد أجرته شركة الأبحاث التسويقية، One Poll، التي بحثت في علاقة الأشخاص بأجهزتهم المحمولة ومواقع التواصل الاجتماعي أثناء رحلات سفرهم، وإجازاتهم، خصوصا بعد فك قيود كورونا.

وقد خلصت النتائج إلى أن:

  • 37 % من المستطلَعين الذين ينتمون لجيل ما قبل الألفية، يتواصلون مع أصدقائهم ومعارفهم أثناء إجازاتهم أكثر من تواصلهم مع عائلاتهم.
  • 48 % من جيل ما بعد الألفية لا يتواصلون مع أقربائهم المباشرين أثناء السفر إلا في حال حدوث أمر طارئ.

وبالنسبة لوسائط التواصل المستخدَمة، فأظهرت الدراسة أن:

  • 47 % من المستطلَعين يتواصلون عبر الرسائل النصية.
  • يفضّل 39% منهم إجراء المكالمات.
  • يعتمد 32% منهم على مكالمات الفيديو.

روابط رقمية

قال استشاري الطب النفسي أسامة النعيمي لسكاي نيوز عربية "إن فترة جائحة كورونا يبدو أنها غيرت قليلا من قناعاتنا وإرتباطاتنا الاجتماعية ، فبتنا نحاول أن نتواصل مع الأشخاص المقربين منا حتى في فترة الإجازة والذهاب للسياحة في مكان ما، وبالرغم من أن مبدأ المشاركة في حد ذاته شيء جميل، لكن الدراسة تشير إلى أننا بدأنا نبتعد عن التواصل الشخصي ونتجه شيئا فشيئا باتجاه التواصل الرقمي".

وأشار أسامة النعيمي إلى أنه قبل خمس سنوات نشرت مقالة جميلة عنوانها "توقفنا عن أخذ الإجازات"، حيث أصبح وضع الصور وتحميل الفيديوهات للبرهنة على زيارة هذا المكان أو ذاك أو حضور هذه الفعالية أو تلك، إلتزام جديد حمله الناس لأنفسهم أثناء فترة الإجازة، فلفت الإنتباه يحفز الناس للمضي قدما في هذا السلوك، فعندما يوفقون لإلتقاط صور معينة بمقدار من الجمال والدقة وتلقى استحسانا وإعجابا ممن يشاركونهم صفحاتهم الرقمية، يشجعهم ذلك على مواصلة التصوير والنشر".

لماذا لا يستطيع الناس التخلي عن هواتفهم أثناء إجازاتهم؟

واعتبر النعيمي أن الإجازة المثلى، هي الإجازة التي تساعدنا في الخروج من الوضع الحالي الذي نحن فيه، وهي فترة مخصصة لمن يقضون هذه البرهة من أجل الراحة وهي ليست للجميع لمشاركتها، كما أن هذا السلوك قد يضع البعض في دائرة المقارنة بين هذه الإجازة وتلك مما يطرح مفضلة لا يستحسن طرحها، وإذا مضينا ضمن هذا الثلوث يمكن أن نقضي إجازة ضمن إمكانياتنا ودون إيذاء الآخرين ودون أن نقع في حرج إجتماعي، فالإجازة هي فسحة من الراحة لك ولمن تحب وقد حولها البعض نلقطة تنافسية لإثبات أنى أنا الأفضل.

وقال النعيمي إن أحد المطاعم عانى من تراجع في تقييمه من قبل الزبائن بسبب هوس التصوير لدى الحرفاء أنفسهم، فقبل موجات التصوير والتوثيق المصور من قبل رواد هذا المطعم، كان الناس يتناولون الطعام ساخنا ويجدونه ممتازا، لكن بعد إنشغال الناس بالتصوير أصبح الطعام يبرد وتناوله لا يستساغ كما كان في السابق وهذا أثر على تقييم المطعم نفسه.

"الإجازة.. العطلة" ماذا خطر في بالك؟