في مياه هادئة لا يهزها سوى حركة النزهات النهرية، تشق المركب الشراعية واللانشات طريقها في نهر النيل منتصف النهار، لتبدأ رحلتها في حركة انسيابية تمزج الروح مع النسيم العليل، بمحافظة الأقصر جنوبي مصر.

والسياح على متن هذه المراكب، يمتعون أعينهم بالحقول الخضراء الممتدة على طول ضفة النيل، تخترقها مشاهد المعابد الأثرية المنتصبة قرب النهر، يتابعون الشمس وهي تهبط لأسفل بهدوء ممزوجة بالشفق.

هذه بعض مشاهد رحلات المراكب الشراعية التي تعد أحد أميز الأنشطة السياحية في الأقصر، ولكن أصحابها يشكون في حديثهم لموقع "سكاي نيوز عربية" من مستجدات تهدد هذا النشاط، تتعلق بالطقس والمناخ والأسعار وطريقة عمل شركات السياحة.

 درجة الحرارة

ارتفاع الحرارة في فصل الصيف ينزل بنسبة الإشغال السياحي لدرجة كبيرة؛ فالأقصر تعتمد على السياحة الشتوية لدفء أجوائها، حسب عبد الفتاح السيد، صاحب لانش سياحي.

وزادت الحرارة في الآونة الأخيرة عن معدلاتها المعتادة صيفا نتيجة تأثر مصر بالتغيرات المناخية العالمية.

أخبار ذات صلة

مصر.. إيقاف رحلات البالون الطائر بالأقصر مؤقتًا
بدء ترشيد الكهرباء في مصر.. ما تأثيره على السياحة الأثرية؟

احتكار شركات السياحة

يشكو حجاج محمود، مسؤول عن المراكب الشراعية، مما يعتبره "احتكارا شركات للوفود السياحية، وأنه بسبب هذا أصبح الشغل قليل".

"فالشركات تنظم برامج خاصة للزوار، أكثرها موجه لزيارة المعابد والمطاعم، وقليلا ما يكون لديها الوقت لتوجيههم إلى المراكب الشراعية التي يعتبر زبونها الأساسي هو الذي يتجول في الشوارع بحريته، ثم يرغب في جولة هادئة على موجات النيل وسط النسيم العليل".

وما زالت تداعيات انتشار الفيروس تلقي بصداها على حركة السياحة، رغم تخفيف بعض الإجراءات الاحترازية بعد انحسار موجته القاسية.

بشرى قادمة من آسيا 

رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية أيمن أبوزيد، بشّر أصحاب المراكب بوفود سياحية جديدة، من تايلاند وكوريا كانت توقفت في أزمة كورونا، لافتا كذلك لزيادة في أعداد السائحين اليابانيين عن الأعوام السابقة بداية من شهر أكتوبر، بخلاف استمرار استقبال الجنسيات الفرنسية والمكسيكية والبرتغالية البرازيلية والإيطالية والتي تجد في المراكب الشراعية نزهة مميزة.

ومحافظة الأقصر، وهي من أشهر عواصم حضارة مصر في القديم، تضم جزء كبيرا من آثار تاريخ مصر، وأشهرها معابد الكرنك والأقصر وحتشبسوت ومعبد هابو، وأكثرها قريب من النيل، فضلا عن مقابر أشهر الحكام مثل رمسيس الثاني وسيتي الأول وتوت عنخ آمون.