حرمت جائحة كورونا خلال عامي 2020 و2021 الملايين من عشاق السياحة والسفر حول العالم من ممارسة هوايتهم المفضّلة، وأدت الإغلاقات التي فرضتها الدول خلال الجائحة إلى تقييد حركتهم، حتى تم تدريجيا تخفيف قيود السفر في الربع الأخير من عام 2021.

وأدى الحجر الإلزامي المفروض من قبل السلطات والاختياري المطبّق من قبل القلقين على صحتهم، إلى ولادة مفهوم جديد مع إنتهاء كورونا وإعادة فتح الحدود، سمي "السفر الانتقامي" الذي ظهر عام 2021، بحسب الجمعية الأميركية لمستشاري السفر (ASTA).

ورأت المعالجة النفسية في علم النفس العيادي، غادة الهواري، في حديثها لموقع "سكاي نيوز عربية"، "أن الانتقام هو طريقة للتعويض عن الظلم وهو لنقول إننا لسنا الشخص الذي يمكن أن يُهان أو يُهزَم بسهولة".

إعادة شفاء للمشاعر

واعتبرت أن الإنسان عندما ينتقم من شخص أو أمر ما، لا يكون بدافع الكره بل بهدف إعادة لملمة مشاعره التي تضررت وتأذت، مما يعني إعادة شفاء للمشاعر المجروحة، لأن الإنسان عندما ينتقم يشعر أنه بحالة أفضل.

وقالت: "بعد كل ما عانته الإنسانية في كل بقاع الأرض من كبت وتقييد حريات ورغم التدهور الاقتصادي الذي شهدته الدول، نرى أن السفر الانتقامي هو محاولة من العقل الباطني لإعادة توازن المشاعر بعد أن تخبطت، ومحاولة شفاء لهذه النفس البشرية التي تأثرت".

أخبار ذات صلة

إياتا تتوقع تعافي قطاع السفر في الخليج بالنصف الثاني 2023
تونس.. عودة مبشرة للسياحة واستهداف 4 ملايين زائر
بعد تأثرها بحرب أوكرانيا..كيف تعيد مصر الحياة لقطاع السياحة؟
التلقيح مقابل الطيران.. شرطٌ أميركي "محتمل" لتحفيز التطعيم

 خسارة 180 مليار دولار

من جهته، يقول رئيس نقابة وكلاء السياحة والسفر في لبنان، جان عبود، في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن قطاع الملاحة الجوية يعتبر من أكثر القطاعات التي تضررت في العالم من جائحة كورونا، حيث بلغت خسارته نحو 180 مليار دولار، وفقا لأرقام الاتحاد الدولي للنقل الجوي، وتراجعت حركة الإشغال بحدود 75 في المئة .

وقال إن الشركة التي كانت تملك أسطولا مؤلفا من 100 طائرة، لم تتمكن من تشغيل سوى 15 في المئة منه، مشيرا إلى أن اتحاد هذه الصناعة أعلن أن السفر لن يتعافى قبل العام 2025، لكي يعود إلى نشاطه وازدهاره المحققين في عامي 2017 و 2018، على الرغم من النمو الذي بدأ يسجل في عامي 2021 و 2022.

التذاكر ترتفع 30 في المئة

من جهته، يقول رئيس شركة Eagle Travel للسياحة والسفر، عامر دبوسي،  في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الناس المعتادين على السفر كانوا ينتظرون فرصة تخفيف قيود السفر، حتى يقرروا فورا السفر في عطلة مهما بلغت الكلفة، ولأي مكان، مع تخفيف القيود.

وكشف أن الطلب على السفر ارتفع أخيرا، على الرغم من زيادة، فاقت نسبتها 30 في المئة طرأت على أسعار التذاكر، بفعل غلاء وقود الطائرات.

ورجح أن الزيادة في أسعار التذاكر تعود جزئيا إلى سعي شركات الطيران لتعويض بعض خسائرها خلال جائحة كورونا.