أعادت مدينة وهران الجزائرية الروح إلى المنزل العائلي الكبير لمصمم الأزياء الفرنسي الشهير إيف سان لوران الذي يعد أحد أشهر مصممي الأزياء في القرن الواحد والعشرين، برصيد يزيد عن 300 ألف تصميم يحمل توقيعه.

وقرر رائد الأعمال الجزائري محمد عفان، شراء المنزل العائلي الذي نشأ فيه لوران بوهران وإعادة ترميمه.

وسيتم تحويل المنزل إلى متحف خاص يحكي تاريخ الخطوات الأولى لمصمم الأزياء الشهير والذي ألهمت أعماله العديد من مصممي الأزياء عبر العالم.

شاهد على أول أعمال لوران

ويعود تاريخ المنزل لأوائل القرن العشرين، خلال فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر، حيث عاش فيه مصمم الأزياء، خلال طفولته، وأنجز فيه أول أعماله للأزياء.

كذلك صمم لوران من المنزل عمله الذي حاز عليه جائزة أفضل تصميم في خمسينيات القرن الماضي، والذي فتح له أبواب ورشة المصمم العالمي كريستيان ديور.

وعن أهمية المنزل في مسيرة لوران المهنية، تقول الباحثة الفرنسية أوريلي صموئيل: "لقد عاش لوران طفولته حتى سن العشرين في هذا المنزل قبل أن ينتقل إلى باريس للعمل بورشة ديور".

أخبار ذات صلة

بلمسة عصرية.. عرض مبهر لأزياء من التراث الجزائري
متحف تاريخي متنقل يحمل ذاكرة الجزائر

وأضافت الباحثة المتخصصة بسيرة حياة لوران في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": "كان لوران في غرفته في وهران، يصنع الدمى الصغيرة الورقية. لقد حلم هناك بتأسيس دار للأزياء، كان يتمتع بحس فني مدهش رغم أنه لم يتجاوز سن الـ18 عاما، كان يقرأ مجلة (فيغو) الشهيرة التي كانت والدته تجلبها".

وبعد عقود من إقامة إحدى العائلات الجزائرية في هذا المنزل قرر عفان شراء المنزل وإعادة ترميمه، ليحمل المشروع الجديد، نفس روح الفترات الأولى التي عاش فيها لوران، علما أن المنزل سيكون مفتوحا أمام الزوار بداية من يوم 26 يونيو، وفق برنامج سياحي محدد.

وأشرف المهندس المعماري الجزائري يوسف فرنان على مشروع ترميم منزل لوران ليعود به إلى أبسط تفاصيل طفولة مصمم الأزياء العالمي.

وقال فرنان لموقع "سكاي نيوز عربية": "هو منزل تاريخي مهم جدا ومن واجبنا اليوم الحفاظ على هذه الكنوز التي ترتبط بتاريخ البشرية".

أخبار ذات صلة

250 وثيقة.. مرسيليا "تفك شفرة" الأمير عبد القادر الجزائري

وأكد فرنان أنه عمل رفقة فريق الهندسة لمدة عام، من أجل ترميم المنزل وإعادة الروح إليه وذلك عن طريق عملية بحث عميقة من أجل العود إلى الزمن الذي كان يعيش فيه لوران.

واشتغل فريق التصميم على الصور القديمة والأرشيف لخلق نفس الأجواء التي كان عليها المنزل حتى من ناحية الإكسسوارات والمفروشات، لتحويل المنزل إلى "بيت للذاكرة" يخلد تاريخ لوران وأعماله المتميزة.

وفيما يتعلق بأعمال الترميم أوضح فرنان: "عملية إعادة التصميم لم تكن سهلة، هدفنا كان منذ البداية خلق أجواء تعود إلى تلك الفترة، كما سيتم عرض نماذج لأعماله الأصلية في المنزل".

أخبار ذات صلة

"حديقة الحرية".. متحف أخضر يزين مدينة الجزائر
بلا أجنحة؟.. السينما الجزائرية تطير بحثا عن الأوسكار الثاني

مسقط رأس لوران

ولد سان لوران في 1 أغسطس 1936، في وهران، لأبوين فرنسيين، تشارلز ولوسيان أندريه ماتيو سان لوران.

وفي مسقط رأسه، أمضى لوران الثمانية عشرة أعوام الأولى من حياته، رفقة أخواته ميشيل وبريجيت بين أبناء المجتمع الوهراني.

كان لوران تلميذا خجولا وحساسا، وقارئا نهما للأعمال الأدبية ومجلات أزياء والدته.

ووصف لوران وهران بالقول: "وهران، وليس باريس، كانت عالمنا في ذلك الوقت، لم تكن الجزائر العاصمة، المدينة الميتافيزيقية لكامو بحقائقها الصارخة، أو مراكش، بسحرها الوردي المفيد، وهران، مكان عالمي يتكون من التجار في كل مكان، كانت مدينة تتلألأ في خليط متعدد الألوان تحت شمس شمال إفريقيا الهادئة".

جدير بالذكر أن لوران توفي في عام 2008، عن عمر ناهز الـ71 عاما، بعد معاناة مع مرض سرطان الدماغ.