دخل شهر رمضان هذا العام على مسلمي اليونان بشكل مختلف، في ظل تقليل الإجراءات الاحترازية التي كانت مفروضةً خلال العامين الماضيين، ولم يتح حينها تبادُل الزيارات العائلية أو الإفطارات الجماعية، لكن هذا العام عادت أجواء الشهر الكريم وتقام صلاة التراويح في المساجد.

رئيس رابطة المسلمين في اليونان، نعيم الغندور، يقول إن صلاة التراويح هي الحدث الأهم في شهر رمضان، حيث عُدنا مرّة أُخرى لتأديتها في المصلّيات التي تنتشر في العاصمة أثينا، ونحن نسعى إلى تحسين كُل عام عن العام الذي قبله، والحصول على حقوقٍ للجالية المسلمة في اليونان.

وحول عدد المسلمين في اليونان، كشف الغندور لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن المسلمين في اليونان شقّان، الأول هم المسلمون الموجودون في الشمال حسب اتفاقية لوزارن، ويبلغ عددهم 150 ألفًا، ويقطنون في مناطق ذات أغلبية مسلمة ولهم مساجدهم، وترى أجواء شهر رمضان بشكل جلي وتسمع الأذان في المساجد، ولهم مقابر خاصة بهم، ويتعاملون مثل أي مجتمع إسلامي تقليدي.

أخبار ذات صلة

غلاء الأسعار يضرب موائد إفطار الجاليات العربية بأوروبا

 

وأضاف رئيس رابطة المسلمين فى اليونان، أما الشق الآخر هو مسلمو أثينا الذي يقيمون في العاصمة، ويبلغ عددهم نصف مليون نسمة، وحسب تقديرات الجالية منهم من 50 إلى 60 من أصول يونانية، بينما ينتمي الباقون إلى جنسيات مختلفة من الهند وباكستان وبنغلاديش ومصر وسوريا والعراق وفلسطين، وغيرها من البلدان الإسلامية.

وأشار إلى أن أثينا كانت العاصمة الوحيدة في أوروبا التي لا يوجد بها مسجد رسمي حتى العام الماضي، وهذا المسجد تقدمنا بطلب لإنشائه منذ عام 2006، لكن الأمور في اليونان تأخذ وقتًا طويلًا في هذه الأمور، حتى وصلت إلى 15 سنة، لكن المسجد الآن يعمل وتقام فيه الصلوات منذ افتتاحه.

تبادل الزيارات

وتابع: "اعتادت العائلات المسلمة في اليونان تبادل الزيارات فيما بينهم، حيث يرون أن شهر رمضان فرصة للتعارف وتوطيد العلاقات فيما بينهم والتعرف على العادات والتقاليد العربية والإسلامية خلال الشهر الفضيل، وقبل جائحة "كورونا" كانت الأمور أكثر يُسرا، لكن في عامي الجائحة تبدلت الأمور، حيث كان الخوف من انتشار الفيروس هو المسيطر، لكن الأمور الآن تغيّرت، وعاد المسلمون إلى تبادل الزيارات مرّةً أخرى، وفي شهر رمضان الذي سبق الجائحة عزمت في منزلي 412 فردًا مِن مسلمين ويونانيين يريدون التعرف على الإسلام".

أخبار ذات صلة

إيطاليا.. أجواء رمضان تتنفّس الصعداء بعد انحسار "كورونا"

 وكشف أن هناك عددا من اليونانيين يشاركون المسلمين في طعام الإفطار، وهذا العدد يتزايَد بشكل مستمر، لأننا نسعى إلى تقديم صورة حسنة عن الدين الإسلامي، ولم تشهد اليونان أي أعمال عنف على أساس ديني، وكذلك لم يتعرض المسلمون لأي مضايقات؛ سواء من السلطة اليونانية أو من المواطنين.

تخطّي الصعوبات

يُحاول أبناء الجاليات إحياء شهر الصيام بقدر ما لديهم من إمكانيات من خلال التجمع حول موائد إفطار جماعية، أو الإعداد للقاءات رمضانية، بمشاركة أبناء الجالية مِن مختلف الجنسيات.

وحول صلاة المسلمين، يقول الغندور إنّ السلطات الحكومية حاولت فرض اللغة اليونانية في خطبة الجمعة، لكننا اعترضنا على هذا الأمر، وطلبنا أن تقسم الخطبة إلى جُزأين، الأول يكون باللغة العربية، والآخر تترجم للغة اليونانية حتى يفهم جميع المُصلِّين مضمون الخطبة، وهو ما تم الاتفاق مع الحكومة عليه، وأنه سبق لنا التقدّم بطلبٍ إلى وزارة التعليم والشؤون الدينية في البلاد إلى عمل توأمة مع الأزهر الشريف، لإيفاد أئمة أزهريين لأثينا يُجيدون اللغة اليونانية، لكن هذا الأمر لم يتم حتى الآن.

وتعد موائد الإفطار الجماعيّة بين العائلات مِن أهم مميزات شهر رمضان في اليونان، كما تقيم السفارات والجمعيات المختلفة موائد إفطار جماعية يُشارك فيها عدد كبير مِن الشخصيات اليونانية والمسؤولين.