يعيش الموريتانيون منذ نحو شهر حالة ترقب، في انتظار نتائج فحوص الشاي الأخضر المستورد من الصين، المشروب الأكثر تداولا في موريتانيا، الذي راجت مؤخرا أخبار حول تلوثه بمواد حافظة ومبيدات.

ففي 16 ديسمبر الماضي، أصدرت وزارة التجارة والصناعة والسياحة الموريتانية بيانا، قالت فيه إنها تعاقدت مع مختبر أوروبي لدراسة مخاطر أنواع الشاي المستوردة، مشيرة إلى أنها جردت جميع أنواع الشاي المستهلكة محليا وأرسلتها إلى المختبر للتعرف على كل المخاطر التي قد ترتبط به.

وتعهدت الوزارة بنشر نتائج هذه الدراسة الشاملة فور استلامها، لافتة إلى أن الجهات الحكومية هي المخولة رسميا بإصدار بيانات بخصوص الصحة العامة.

ودعت الوزارة الجميع إلى "التأني وعدم اتباع كل ما ينشر أو يتداول من أخبار ومعلومات، قد يراد بها إرباك المستهلكين".

"السور الأخضر" تجربة موريتانية لحماية الزراعة

وجاء البيان بعد نشر نتائج دراسة أنجزها منتدى الخبراء الموريتانيين في المهجر، في الفترة بين مارس وأبريل 2021، لاستكشاف مخاطر تلوث الشاي المستعمل في موريتانيا، بالاستعانة بمختبر "فايتو كونترول" في مدينة نيم جنوبي فرنسا.

وكشفت النتائج عن "وجود ملوثات في 10 عينات من الشاي خضعت للتحليل، تجاوزت الحدود المسموح بها بكثير"، كما أظهرت "وجود 3 مواد ملوثة في العينات، التي اختير نصفها على أنها الأكثر استعمالا في موريتانيا، والباقي بطريقة عشوائية".

وأوضح أستاذ الكيمياء في جامعة كليرمونت فيران بفرنسا عضو منتدى الخبراء الموريتانيين في المهجر محمد بابا ولد سعيد، أن "الدراسة أظهرت أن نسبة هذه المواد الملوثة تجاوزت الحد المسموح به بنسبة تتراوح بين 220 و11000 بالمئة".

وأضاف لموقع "سكاي نيوز عربية": "إنها مبيدات حشرية تستعمل للحفظ. بناء على ذلك فإن خطر هذه المبيدات لا يظهر إلا على المدى الطويل، من بينها ما هو مسرطن وما يؤثر على الغدد أو الجينات. إنها تمثل خطرا على الصحة العامة".

أخبار ذات صلة

دراسة تظهر تلوث الشاي.. هل يهجر الموريتانيون مشروبهم المفضل؟
"مدائن التراث".. احتفال موريتاني بالمدن التاريخية

الحكومة على الخط

وحمّلت الصحافة المحلية هذا الملف إلى وزير الثقافة الناطق باسم الحكومة الموريتانية المختار ولد داهي، الذي رد في مؤتمر الحكومة الصحفي الأسبوعي موضحا أن "الشاي المستعمل في موريتانيا هو نفسه المستعمل في معظم دول المنطقة. الفضاء المحيط بنا يشرب نفس الشاي وبنفس المكونات ومن نفس الموردين تقريبا، كما أن جهة المصدر هي نفسها كذلك".

وتابع: "حتى إن الجاليات من هذا الفضاء في كل أنحاء العالم، حتى أميركا وأوروبا تشرب نفس الشاي، وبالتالي لا يمكن أن يكون الشاي المورد إلى جهة معينة به شبهة ما دون المناطق الأخرى".

واختتم الوزير حديثه قائلا: "على كل حال، فالفيصل في ذلك هو النتائج التي ستصدر عن المختبرات، وإذا كانت هناك شبهة أيا كانت، فالأولى والأغلى هو صحة الإنسان الموريتاني".