شهدت الدورة الـ43 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، حضورا عربيا لافتا من حيث عدد الأفلام والمستوى، رغم تراجع صناعة السينما تأثرا بفيروس كورونا المستجد.

فعلى مدار عامين، تأثر الإنتاج السينمائي في العالم بحالة الإغلاق العام والجزئي إثر تفشي الجائحة، وظهر جليا عبر تراجع عدد الأفلام المنتجة، وتوقف دور السينما لفترات طويلة التزاما بالإجراءات الاحترازية.

وفي السياق نجح مهرجان القاهرة السينمائي في العبور من فخ الجائحة، وكشف ذلك من خلال أعداد الأفلام العربية ومستواها المشاركة في الدورة الـ43 لمهرجان، وفق مسئولي المهرجان.

خريطة المهرجان

وفي المسابقة الرسمية للمهرجان، وهي الأهم ضمن فعالياته، يشارك 13 فيلما من مختلف دول العالم، بينها الفيلم المصري "أبو صدام" للمخرجة نادين خان، والذي تدور أحداثه حول سائق "سيارة شحن " يحصل على مهمة نقل على طريق الساحل الشمالي، وبينما يحاول إنجاز مهمته يتعرض لموقف يجعل الأمور تخرج عن السيطرة.

ويشارك كذلك الفيلم الأردني "بنات عبد الرحمن" للمخرج زيد أبو حمدان، وتدور أحداثه بحي في عمّان حيث تعيش زينب العزباء والمتوسطة العمر حياة كئيبة وتعمل خياطة تعول والدها، وبعد أن رآها والدها عن طريق الخطأ في ثوب للزفاف تقوم بتعديله من أجل رب عملها، تستيقظ لتجد والدها مفقودا.

أخبار ذات صلة

مهرجان القاهرة السينمائي.. ماذا تحمل الدورة الـ43 في جعبتها؟
مخرج فيلم "ريش" المصري يخرج عن صمته بعد اتهامات وجدل

وكان للسينما التونسية حضور أيضا بالمسابقة بفيلم "غُدوة" للمخرج ظافر عابدين، الذي عرفه جمهور السينما كممثل شهير لكنه هذه المرة يطل كمخرج وممثل في آن واحد.

وتدور أحداث الفيلم حول تتدهور الحالة الصحية لحبيب؛ إذ يؤثر ماضيه السياسي أثناء فترة حكم زين العابدين بن علي في حاضره، ذلك الأمر يجمعه بنجله أحمد من زوجته السابقة، مما يؤدي إلى تبادل الأدوار بين الأب وابنه، فيعتني أحمد بوالده للتأكد من سلامته، لكن الأوضاع تجعلهما في موقف لم يستعدا لمواجهته.

وفي فعاليات أسبوع النقاد يشارك 7 أفلام عربية بينها الفيلم السوري– الفلسطيني “الغريب" للمخرج أمير فخر الدين، وتدور أحداثه في الجولان المحتلة حيث يعيش عدنان، الطبيب السابق، محاطا بالأزمات مع والده الذي يحرمه من الميراث بعد أن تحول إلى سكير، وتتطور الأمور بعد أن يقابل جنديا من جرحى الحرب في بلاده.

بالإضافة إلى الأفلام العربية المشاركة في مسابقة "آفاق السينما العربية " والتي يصل عددها 11 عملا يمثلون مصر والسعودية وتونس والعراق ولبنان والأردن وفلسطين الكويت والإمارات العربية والمغرب والجزائر.

مهرجان الاسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط

نضج عربي واضح

ويتنافس في المسابقة الدولية للأفلام القصيرة 22 فيلما بينها الأفلام المصرية "ثلاثة اختفاءات وأغنية"، و"الحفرة" و "في العادة لا أشارك هذا"، و"ولا حاجة يا ناجي.. اقفل"، والمصري- الهولندي "لا أنسى البحر"، والفيلم اللبناني "ثم حل الظلام"، والكويتي "راحوا وخلوني"، والعراقي "صدى"، والتونسي "نقطة عمياء".

وتوقع آندرو محسن، مدير المكتب الفني لمهرجان القاهرة السينمائي، أن تشهد هذه الدورة عروضا شديدة التميز، وأن تنافس الأفلام العربية على جميع جوائز المهرجان.

وفي تصريح لموقع سكاي نيوز عربية، وصف الناقد الفني محمد رفعت السينما في المنطقة بأنها تمر بفترة "نضج واضح"، وأهم ما يميزها الآن البعد الإنساني المتجاوز للحدود، واستعانة صناع السينما بالقضايا شديدة المحلية التي جعلتها تصل إلى العالمية.

ويعتبر مهرجان القاهرة السينمائي هو الأقدم في المنطقة، وانطلق عام 1976، ويعد واحدا من 15 مهرجانا فقط تم تصنيفهم ضمن فئة "أ" من قبل الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام.