"أكاد من فرط الجمال أذوبُ".. صوت المنشد الديني الشهير الشيخ ياسين التهامي، بدفئه وروعته يخرج من جهاز الكاسيت الذي وضعه "حسام" على رف عال بجوار العصارة لإمتاع زبائنه، فتناول عصير القصب رغم لذته لا يكفي بالتأكيد بدون صوت التهامي.

الكثير من الأكواب التي صنعت من الزجاج لإضفاء مذاقا أفضل للقصب، تملأ المنضدة التي يقف أمامها البائع والتي أعدت خصيصا لمشروب عصير القصب، الكثير من الزبائن يملأون المكان، زحام شديد داخل المحل، يتسابق كل منهم على من سيحصل على كوب العصير أولا؛ ليروي ظمأه في هذا الحر الشديد، والشمس تسلط أشعتها الحارقة على وجوههم.

الشاب الثلاثيني

وسط كل هذا، يقف حسام محمد، الشاب الثلاثيني، الذي يعمل بالعصارة منذ صغره، منهمكا في عمله الذي يعشقه كثيرا ويؤديه على أكمل وجه، كل هدفه هو إرضاء زبائنه الذين تعودوا على تناول عصير القصب من عنده، يصب حسام القصب في الأكواب الزجاجية بخفة وإتقان، فهو يعلم جيدا أن الزبائن تستمتع بمشاهدته وهو يفعل ذلك.

 وبابتسامة أبرزت ملامح وجهه البشوش، قال حسام: "أنا أعمل هنا منذ سنين طويلة، والعصارة عمرها أكثر من 50 سنة".

وأضاف: "الرزق ده بتاع ربنا، والصيف موسم القصب"، هكذا أكمل حسام حديثه مع موقع سكاي نيوز عربية، مؤكدا أنهم يشهدون خلال فصل الصيف إقبالا كبيرا من الزبائن، وأنهم ينتظرون الموسم من عام لآخر بفارغ الصبر، لافتا إلى أن كل المصريين تقريبا يفضلون تناول القصب في الصيف عن غيره من باقي المشروبات، نظرا لقدرته على إنهاء الإحساس بالظمأ.

أخبار ذات صلة

قصة قائد قطار منع كارثة بمصر.. فكافأه وزير النقل بمفاجأة
استعراضات فنية تصاحب نقل المومياوات.. وهذا مصدر الفكرة

فوائد متعددة للجسم

وعن فوائده المتعددة للجسم، أضاف حسام إنه مفيدة للمعدة والكليتين، كما ينعش الرئتين، موضحا أن الزبائن تتلهف على تناول القصب بشكل يومي خلال فصل الصيف، وأن الوقت من الساعة الثانية عشر ظهرا وحتى الساعة الخامسة عصرا، هو أكثر الأوقات التي بها زبائن خلال اليوم، فهو "وقت ضغط الشغل" على حد تعبيره.

زبائن حسام يعرفونه جيدا ويتناولون عصير القصب منه منذ سنوات طويلة بصورة شبه يومية، كما تربطهم علاقة ود وصداقة بجميع العاملين في العصارة، فزبائنه يأتون إليه من داخل المنطقة وخارجها.

مذاق لذيذ

"أنا أحضر هنا كل يوم، والقصب أحلى حاجة في الصيف"، هكذا عبر أحمد عوض، أحد الزبائن، عن حبه لعصير القصب، مشيرا إلى أن القصب يروي الظمأ وينعش البدن في الحر، وأنه يعشق كغيره عصير القصب لمذاقه اللذيذ وفوائده الكثيرة، فهو يتفوق عن غيره من المشروبات الأخرى خاصة في فصل الصيف، مؤكدا أن صوت الشيخ ياسين التهامي، الذي يعد السمة السائدة داخل معظم محال القصب من الأشياء التي تزيد من سعادته أثناء تناول العصير.

أما حسن الصباغ، الذي يعد أحد الزبائن الدائمين في المحل، فكان له هدف مختلف من تناول عصير القصب أو "مشروب السعادة" كما يُحب أن يطلق عليه، وهو أن القصب يعطيه طاقة فائقة، لافتا أنه بعد أن يعود من عمله مُتعبا، أو بعد ممارسته للرياضة أو بعد يوم طويل من الذهاب هنا وهناك لقضاء مصالحه، أول شيء يفعله هو المجيء للعصارة لتناول عصير القصب في كوب كبير كي يستعيد طاقته وتركيزه، فـ "القصب له مفعول السحر" على حد وصفه.

قصب بالحليب وبالحلاوة الطحينية

"آسر وأمنية"، طفلان أشقاء لا يتعدى عمرهم الـ 10 سنوات، جاءوا رفقة والدتهم، لتناول القصب، والتي قالت "أولادي يعشقون عصير القصب ونأتي هنا دائما لتناوله".

"قصب باللبن وبالحلاوة الطحينية"، لم يكتف حسين، الذي يعمل بمحل القصب من تقديم العصير لزبائنه منفردا، بل جاء عليه بإضافات جديدة، كالحليب والحلاوة الطحينية التي يتم خلطها مع القصب، وتعطيه مذاقا مختلفا ورائعا كما قال.