عادت الحياة لتدب من جديد في المطارات والموانئ المغربية، بعد أشهر من الركود، بسبب الأزمة الصحية التي جثمت على النفوس وشلت الحركة السياحية عبر ربوع العالم.

وتستعيد مدن ألفت الاكتظاظ خلال فصل الصيف بعضا من المشاهد القديمة بتوافد المغاربة المقيمين في الخارج عليها.

وتتنافس مدن طنجة والحسيمة ومراكش وأكادير والصويرة، ومعها مدن إلى جانب قرى سياحية ساحلية، على جذب أكبر عدد من السياح، سواء المغاربة منهم أو الأجانب.

وما إن أعلن المغرب عن فتح أجوائه في 15 من يونيو الجاري، حتى سارع عدد كبير من مغاربة العالم إلى اقتناء تذاكر العودة ولو بأثمان مرتفعة، فقد طال الفراق عن الأهل وتعاظم الاشتياق، وأصبح معظمهم يَعُدّون الأيام، ويمنون النفس بلقاء الأقارب بعد شهور من الحجر والاغلاقات والضغوطات النفسية التي واكبت الجائحة.

ترحيب بالالتفاتة الملكية

ورحب مهنيو السياحة بتعليمات الملك محمد السادس الهادفة إلى تسهيل عودة المغاربة المقيمين بالخارج إلى المغرب، وذلك بعد أن فوجؤوا في البداية بأثمنة خيالية للرحلات الجوية والبحرية، تزامنت مع فتح الأجواء.

وتهدف الترتيبات التي أمر بها الملك، إلى تسهيل مجموع المساطر الإدارية والجمركية والصحية، خلال عملية العبور، بالإضافة إلى اعتماد أثمنة في المتناول، لضمان ظروف آمنة ومُرضية أثناء السفر وخلال الوصول والإقامة في المغرب.

الوطن غطاء وستر

في هذا الصدد، أكد رئيس المجلس الجهوي للسياحة بمحافظة مراكش آسفي ونائب رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة، حميد بن طاهر، أن تدخل الملك "جعلنا نشعر بسعادة كبيرة لأنه سيمكننا من إتاحة استقبال أفضل لمغاربة العالم وتسريع إقلاع الصناعة السياحية في آن واحد".

واعتبر بن طاهر، أن التسعيرة الجديدة للأثمنة وعدد المقاعد المعلن عنها من قبل الخطوط الملكية المغربية تعد خبرا جيدا بالنسبة للقطاع، على اعتبار أنها تشكل مصدر تعبئة لمجموع الفاعلين لاستعادة حركيتهم وإنعاش أنشطتهم في أقرب وقت ممكن."

من جانبهم، ثمّن نواب بالبرلمان المغربي، خلال اجتماع للجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج بمجلس النواب، خصص لمناقشة " التدابير والاجراءات المتخذة لإنجاح عملية مرحبا 2021"، الحرص الملكي والتعليمات القاضية بتسهيل عودة المغاربة القاطنين بالخارج إلى أرض الوطن بأسعار مناسبة، مع جعل مختلف المطارات والموانئ بالمملكة مؤهلة لوجستيكيا لاستقبال العدد الهائل لمغاربة العالم في أحسن الظروف الممكنة.

"مرحبا بعودتك"

حلت أولى الرحلات الجوية الدولية وعلى متنها مغاربة العالم، الثلاثاء، بمطار مراكش المنارة الدولي، في سياق إعادة الافتتاح الرسمي للمجال الجوي المغربي، بعد أشهر من الإغلاق، بسبب الأزمة الوبائية لكوفيد-19.

ونظم المكتب الوطني المغربي للسياحة، الثلاثاء بمطار مراكش المنارة الدولي، بمناسبة إعادة فتح المجال الجوي المغربي، عملية "مرحبا بعودتك" لاستقبال أول فوج من مغاربة العالم الوافدين.

وجرى استقبال سياح أجانب ومغاربة العالم وكذا بعض النجوم العالميين، بهذه المناسبة، عند وصولهم إلى المدينة الحمراء، من قبل المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، عادل الفقير، وكذا مسؤولين بالكونفدرالية الوطنية للسياحة، والمجلس الجهوي للسياحة بمراكش آسفي.

في هذا السياق، عبر المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، عادل الفقير، في تصريح لوسائل إعلام محلية، عن سعادته "باستقبال المسافرين من جديد، الذين جاؤوا لزيارة بلدنا الجميل. هذا الحفل يشكل طريقة لتخليد رمزي للجهود المبذولة من قبل السلطات الوطنية وفاعلي السياحة لإنعاش وإعادة الدينامية للقطاع السياحي".

حجوزات غير مسبوقة

سجلت شركة الخطوط الملكية المغربية، 120 ألف حجز للتذاكر، يوم الأحد 13 يونيو الماضي، حسب ما كشف عنه عبد الحميد عدو، الرئيس المدير العام لـلشركة في ندوة صحفية، وهو رقم قياسي يكشف الإقبال الهائل على تذاكر السفر للعودة إلى المغرب.

وأعلنت الخطوط الملكية المغربية عن تخصيص ما يزيد عن 3.5 مليون مقعد ما بين 15 يونيو و21 شتنبر المقبل من السنة الجارية لزبنائها، سواء المغاربة المقيمين بالخارج أو الطلبة أو الأجانب المقيمين بالمغرب أو السياح، وهو ما يعادل 72 بالمئة مما كان عليه الحال خلال الفترة نفسها من سنة 2019.

ومباشرة بعد التعليمات الملكية، كانت الخطوط الملكية المغربية، قد أعلنت عن إطلاقها برنامجا “غير مسبوق” وسلسلة من الإجراءات لتسهيل تنقل المغاربة المقيمين بالخارج خلال الفترة الصيفية، تنفيذا لتعليمات الملك محمد السادس في هذا الصدد.

وأفادت الشركة، في بلاغ لها، أنها عززت برنامج رحلاتها بأسعار في متناول أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، حيث تم تدقيق هذه العروض لإعداد قائمة أسعار استثنائية تختلف حسب الوجهات وعدد أفراد الأسرة.

وإلى جانب الخطوط الملكية المغربية، أعلن المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة عادل الفقير، بداية الأسبوع الجاري، أن ما مجموعه 42 شركة للنقل الجوي، من بينها أربع شركات جوية جديدة، ستباشر من جديد أنشطتها في المغرب، بتزامن مع استئناف أنشطة قطاع النقل الجوي.

خطوط بحرية جديدة

بالموازاة مع الرحلات الجوية، قامت المصالح التابعة لوزارة التجهيز والنقل، باتصالات مكثفة مع شركات النقل البحري العاملة على الخطوط البحرية مع أوروبا، بهدف زيادة خطوط جديدة تنضاف إلى الخطوط التقليدية الرابطة مع موانئ "سيت"، " مرسيليا" و"جينوا" تمكن من الرفع من الطاقة الاستيعابية واعتماد أثمنة مناسبة للمسافرين.

وأوضحت الوزارة في بلاغ لها، الاثنين، اطلعت عليه "سكاي نيوز عربية"، أنه تم تقليص الأثمنة المرجعية للتذاكر ذهابا وإيابا بالسيارة.

وسينضاف ميناء "بورتيماوو" في البرتغال، إلى الموانئ الأخرى التي ستشكل بديلا للخطوط التي تمر عبر إسبانيا، في ظل مقاطعة المغرب لموانئها في عملية "مرحبا 2021"، بسبب الأزمة الأخيرة بين البلدين.

أخبار ذات صلة

بعد صدمة "مرحبا 2021".. المغرب يضع إسبانيا في "ركن الزاوية"

هذه الخطوط ستضاف لتلك المبرمجة بفرنسا وإيطاليا خلال هذه السنة، بطاقة استيعابية أولية تصل إلى 20 ألف مسافر و5 آلاف عربة أسبوعيا، وكذا تعبئة باخرة إضافية على خطي مرسيليا – طنجة المتوسط وجينوا – طنجة المتوسط، بطاقة استيعابية تبلغ 4 آلاف مسافر وألف عربة أسبوعيا.

وبالتالي، يضيف البلاغ، فإن الطاقة الاجمالية ستبلغ حوالي 48 ألف مسافر وما يفوق 15 ألف عربة أسبوعيا، مما سيمكن من تغطية المرحلة المتوقعة للعبور، من 15 يونيو إلى 15 شتنبر 2021، بحوالي 650 ألف مسافر و180 ألف عربة.

خصم ب30 في المئة في الفنادق

تستقبل فنادق المملكة أفراد الجالية القادمين لاجتياز عطلة الصيف بالمغرب، بتخفيضات استقرت على 30 في المئة. فمباشرة بعد الانخفاض الذي شهدته أسعار الرحلات الجوية والبحرية صوب البلاد، التحقت الوحدات الفندقية بشركات الطيران، في عملية تسهيل الدخول والاستقرار.

وتراهن الفنادق على الأشهر الأربعة المقبلة لتعويض بعض الخسائر المالية المترتبة عن تداعيات تفشي فيروس “كورونا” المستجد في حال اتجهت الحكومة نحو مزيد من تخفيف التدابير الاحترازية، ومواصلة عملية التلقيح بوتيرة سريعة.

أخبار ذات صلة

تذاكر بالتقسيط.. ماذا يحدث للجالية المغاربية في فرنسا؟

وتمت الموافقة على القرار المذكور، خلال اجتماع للوحدات الفندقية، الاثنين الماضي. واعتبر المهنيون أن تخفيض أسعار الرحلات من شأنه إنقاذ بعض من الخسائر الكبيرة التي تجرعتها الفنادق على امتداد سنة ونصف السنة من تفشي جائحة “كورونا”.