في سابقة من نوعها استطاعت مترشحات في امتحان المحررين القضائيين (تخصص إدارة) اكتساح النتائج بنسبة 97 في المائة مقابل 3 في المائة للذكور.

أخبار ذات صلة

زواج القاصرات في المغرب بالأرقام.. لماذا اشتعل الغضب مجددا؟

وبلغ مجموع الناجحين في المباراة النهائية (الشفوية) المعلن عنها في يونيو الجاري، 86 ناجحا، حصدت خلاله المرشحات 83 مقعدا بينما حصل الذكور على ثلاثة مقاعد فقط.

جدل حول الاكتساح

وأثار الإعلان عن اكتساح الإناث للنتائج بنسبة كبيرة، وتصدر لائحة الناجحين في مباريات توظيف محررين قضائيين بمختلف محاكم المملكة، نقاشا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي.

ووصل النقاش حد الجدل، ذلك أن عددا من المتتبعين أكدوا أن الإناث دائما يتفوقن على الذكور في مختلف المباريات والامتحانات، ومردهم في ذلك أنهن جادات ولديهن رغبة في تحقيق أحلام راودتهن منذ الطفولة، عكس الشباب الذين باتوا يقضون معظم أوقاتهم أمام شاشات التليفزيون والهواتف الذكية.

ويرى آخرون، أن الجنس الناعم محظوظ خلال إجراء المباريات والامتحانات، مؤكدين أنهن بأنوثتهن يستطعن الحصول على الأجوبة أو النقط العالية، لكن هذا الطرف لم يلق تأييدا من طرف العديدين، الذين نوهوا بكفاءة الإناث وإرادتهن القوية في ولوج جميع الميادين التي كانت حكرا على الرجال.

ومن جانب آخر تعتبر نجوى الفناني، باحثة في علم الاجتماع لـ "سكاي نيوز عربية"، أن تفوق الإناث خلال السنوات الأخيرة، لم يعد أمرا غريبا، بل أبانت الفتيات عن قدرتهن الخارقة في تصدر لوائح النجاح بمعدلات عالية.

ويضيف الفناني، أن النجاح لا يقتصر على فتيات المدن، بل الأمر طال أيضا بنات القرى والأرياف اللواتي رغم الظروف الصعبة التي يعانينها استطعن تحدي كل الصعوبات وتحقيق نتائج باهرة جعلت بعضهن ينتقل إلى العالمية.

الإناث.. يتميزن بخاصية التركيز

أخبار ذات صلة

خلال عقدين.. الجدل مستمر بشأن "مكاسب" المرأة المغربية

وذهبت عزيزة مخشان، باحثة في القانون وناشطة جمعوية في تصريح لـ "سكاي نيوز عربية"، أن ما يميز الإناث أنه طيلة مراحل التعليم يتميزن بخاصية التركيز والجدية، عكس الذكور، الذين يغلب عليهم طابع اللهو واللامبالاة وعدم الانتباه إلى شرح الأساتذة للدروس.

وتؤكد مخشان، أن الدليل على جدية الفتيات خلال فترة الدراسة، يظهر مليا عند تقلدهن للوظائف السامية من قبيل قاضيات وطبيبات ومحاميات وشرطيات وقائدات، فهن، تضيف يعملن بجد ويكرسن الوقت الكبير للعمل والزيارات الميدانية للوقوف على مشاكل وقضايا المواطنين عن قرب.

وأما سكينة بوقشوش، فاعلة جمعوية ومدنية في مجال تقوية الشباب، ومهتمة بقضايا المرأة فقالت لـ "سكاي نيوز عربية"، إن "تفوق النساء في المباريات يعود لسببين، الأول، التطور التكنولوجي في ثقافة الوصول إلى المعلومة وحق الولوج إلى مجموعة من المهن والمبادرات، لهذا أصبحت المرأة اليوم تطمح إلى تحقيق أهدافها".

وهنا تضيف، بوقشوش أن مشاركة المرأة اليوم تختلف عن المرأة في أزمنة سابقة، وذلك بسبب الاختلاف في الأفكار والطموح، لأن الأوضاع تغيرت الآن، وأصبح يسمح للمرأة الولوج إلى عدد من المهن.

وبالنسبة إلى السبب الثاني، تؤكد الفاعلة الجمعوية، أن المرأة اليوم تحاول تدارك التأخر الذي عاشته المرأة قديما، فأصبح لها طموح جعلها تجتهد لترقى إلى مناصب مهمة.

الإناث قادرات على العطاء

أخبار ذات صلة

حقوق الإنسان في المغرب.. رصيد قوي وارتياح شعبي

تقول المهتمة بقضايا المرأة، أن النساء اليوم هن قادرات على العطاء لخدمة بلدهن، وتشير إلى أن ما ساعد اليوم على هذا النجاح هو تحفيزهن على ولوج مهن كانت حكرا على الرجل، وذلك بفعل دمقرطة مشاركة النساء وتفعيل مبدأ المساواة بين المرأة والرجل.

وتعتبر بوقشوش، تميز الإناث في مباراة المحررين القضائيين، هو تميز لنهضة أو ثورة نسائية لديها رغبة في المشاركة في مسار التنمية، والدليل على ذلك أنهن حققن نسبة عالية في هذه المباراة.

وتابعت متحدثنا، أن مهنة المحرر القضائي كانت لسنوات حكرا على الرجل، واليوم أصبحت المرأة كالرجل في الحق لولوج مهن كانت حكرا عليه.

وعلى صعيد آخر، أبرزت الجمعوية نفسها، أن سر نجاح النساء بصفة عامة، هو أن لديهن قدرة خارقة في العمل وتحقيق نجاحات على أعلى مستوى، كما أنهن، تضيف يستطعن التوفيق ما بين الأمور العملية والحياتية، إلى جانب التحلي بالصبر والمثابرة من أجل تحقيق جميع أهدافهن.