بالتزامن مع اليوم العالمي للبيئة، أطلقت مجموعات شبابية بالتعاون مع اللجنة الوطنية لمناصرة البيئة، وبمشاركة سفراء ودبلوماسيين أوروبيين، مبادرة لتخليص العاصمة السودانية الخرطوم من كتل القمامة التي تحيط بها من كل جانب.

تكدس لافت

برزت خلال الأيام الماضية ظاهرة تكدس النفايات في وسط العاصمة وأطرافها بشكل لافت، وذلك بسبب بقاء القمامة في الشوارع لأيام وتأخر نقلها إلى المحطات الخارجية.

ووسط انتقادات شعبية واسعة لضعف أداء ولاية الخرطوم في مجال النظافة وحماية البيئة، شارك دبلوماسيون أوروبيون، السبت، في حملة النظافة التي نظمتها المبادرة الشبابية.

أم در.. حيث التعايش والدراويش

وتفاعلا مع المبادرة السودانية، أطلق سفراء الاتحاد الأوروبي مبادرة أخرى أطلقوا عليها "مبادرة خارطة الطريق الثلاثية" لحل أزمة النفايات في العاصمة السودانية.

وانتقد خبراء في البيئة غياب الحكومة السودانية عن المشاركة في اليوم العالمي للبيئة، وعدم تسليط الضوء على هذه القضية المهمة.

تكدس القمامة بأحياء سكنية في الخرطوم

 

أخبار ذات صلة

أرث اجتماعي مصري سوداني.. من الأراجيد إلى الجرجار

أزمة نقل

وتنتج العاصمة السودانية نحو 55 طنا من القمامة يوميا، إلى جانب 14 طنا من النفايات الطبية من المستشفيات والمراكز الصحية، بحسب إحصائيات غير رسمية. وتزداد الأوضاع صعوبة في ظل تأخر نقلها إلى المحطات الخارجية الواقعة في أطراف العاصمة.

وتشكل أزمة الوقود أبرز أسباب تكدس النفايات، إذ قال مسؤول محلي لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "توفر الوقود يشكل عائقا أمام مشروع النظافة في العاصمة"، وأقر بأن الولاية البالغة مساحتها 150 كيلومترا، تعاني من "ترد خطير" في البيئة، جراء بقاء القمامة لفترات طويلة.

وتبرز مخاوف حقيقية من أن يؤدي تراكم القمامة في شوارع الخرطوم، إلى ظهور أوبئة في موسم الأمطار، وفي ظل عدم كفاءة شبكة تصريف المياه.

من جانبه، ذكر القائم بأعمال الاتحاد الأوروبي في السودان، دانيل فايس، أثناء مشاركته في تنظيف شارع النيل بالخرطوم، إن حل المشكلة يتمثل في "3 محاور، يتعلق الأول بزيادة الوعي بمشكلة وأضرار القمامة، وتشجيع الناس على إنتاج قمامة أقل، وتخفيض معدلات إلقاء القمامة".

أما المحور الثاني، فيتمثل في "فتح الباب أمام الاستثمار في إدارة القمامة وإعادة تدويرها، لإنتاج سلع جديدة وصديقة للبيئة".

ويركز المحور الثالث على "تشجيع الشباب السوداني على ابتكار حلول جديدة ومحلية، وبناء فرق مجتمعية لحماية البيئة في الأحياء والقرى في السودان".

غياب حكومي

وبدوره، قال الأمين العام للجنة الوطنية لمناصرة البيئة، مختار أحمد، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الحكومة "تفتقر للإرادة اللازمة لحل أزمة النفايات في العاصمة".

وقال: "الإجراءات الحكومية غير جادة، فهي تدير مشروع النظافة من الحد الأدنى بحجة عدم توفر الإمكانيات"، موضحا أن الشوارع "مليئة بالنفايات، خاصة في ولاية الخرطوم.. ومع اقتراب موسم الخريف لا تزال الخطة الحكومية غير واضحة".

ورأى أحمد أن مشاركة سفراء الاتحاد الأوروبي في ظل غياب الدور الحكومي الفاعل، أمر "شكل له صدمة بالغة"، لأن هذه الحملة "يجب أن تكون من صميم عمل الحكومة السودانية التي يجب أن تسلط الضوء على هذا المشروع الحيوي".

وتابع: "تحويل العاصمة السودانية إلى مدينة جاذبة لا يحتاج إلى أموال ولا قرارات، بل إلى قدرات وإرادة وطنية".

الاستعانة بالقطاع الخاص

وأقر مسؤول محلي بولاية الخرطوم، بخطورة المشكلة، وقال لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "مشكلة النفايات تشكل قلقا لحكومة الولاية".

وكشف عن مقترحات لفتح الباب أمام الاستثمار في مشروعات قادرة على امتصاص الكميات الهائلة من النفايات، التي تفرزها العاصمة السودانية.

وألقى المسؤول باللوم على "ضعف التمويل الحكومي"، مشددا على أن الحل الأمثل يكمن في دخول القطاع الخاص المتطور والمتخصص في تدوير النفايات.

وأوضح: "تحتاج الولاية إلى محارق نفايات عامة وطبية، قيمة المحرقة الواحدة منها تتراوح ما بين 2 إلى 3 ملايين دولار، ومن الصعب تدبير هذه التكلفة دون إشراك القطاع الخاص. لدينا خططا ربما تطرح للمستثمرين قريبا".