أصدر القضاء المغربي، قرارا لصالح السلسلة الفكاهية "قهوة نص نص" التي تبثها القناة الأولى خلال شهر رمضان، وذلك برفض شكوى  رفعها أحد المحامين ضد الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بشكل استعجالي من أجل وقف عرض السلسلة.

وقررت المحكمة الابتدائية في الرباط، يوم الأربعاء، رفض الدعوى شكلا، وتحميل صاحب الشكوى مصاريف الدعوى التي رفعها المحامي محمد الكصي، عن طريق دفاعه عمر الداودي، بسبب ما اعتبره "مسا بمهنة المحاماة ووقارها، وانتقاصا من المكانة الاعتبارية للمحامي".

وذكر هشام الجباري مخرج سلسلة "قهوة نص نص" قال في تصريح لـ "سكاي نيوز عربية"، إن هذا الحكم جاء لصالح الفن والفنانين والإبداع بشكل عام بالمغرب، ولفائدة سلسلة "قهوة نص نص" وطاقمها وللشركة المنتجة، وأنه حق.

وأضاف "بما أن الحق لا يضيع أبدا، فإن القضاء المغربي قال كلمته في وقت وجيز في حق الدراما المغربية التي يتم التشويش عليها من قبل أناس ركبتهم حمية الدفاع عن مهنتهم، التي لم يسيء إليها هذا العمل ولا لأي مهنة أخرى، خاصة مهنة النادل التي يقوم عليها هذا العمل، وبين بالملموس أن القضاء جهاز مستقل يحترم نفسه".

مفاجآت القاهرة السينمائي.. وجدل الفيلم المغربي

 

المغرب..دعوات لوقف بث برامج رمضانية

 وأضاف الجباري أن الفن جزء من هذا المجتمع، وله دور أساسي في تنوير المجتمع، وتمييز الصالح من الطالح، والجمهور هو الذي له الحق في قبول أو رفض أي عمل، لأنه في نهاية المطاف تلك الأعمال تقدم له بالأساس".

وأورد المخرج أن "تضييق الخناق على الفن والإبداع بالمغرب أمر غير مقبول، حسمت فيه الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري بدفاعها عن حرية الإبداع والفن، والنقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية، عبر رفضها التحريض ضد حرية الإبداع، وقبلهم الجمهور الذي أقبل على مشاهدة العمل بشكل كبير في القناة الأولى وعبر اليوتيوب".

أخبار ذات صلة

المغرب.. برامج رمضانية مفبركة

 

وقدم المخرج هشام الجباري شكره للجمهور ولوسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي والمحامين والفنانين الذين ساندوا هذا العمل ودافعوا عنه رغم الضجة الكبيرة التي خلفها، لأنهم يؤمنون بأن "الفن يُنتقد ولا يُمنع، والإبداع عموما يُحترم ويقال الرأي فيه ولا يتم تضييق الخناق عليه وجره إلى المحاكم".

وقبل جلسة النطق بالحكم يوم الأربعاء، جرت القضية في جلستين، فتم في الأولى تقييد الدعوى الاستعجالية والاستماع للمحامي في رفعه للدعوى، وفي الجلسة الثانية ليوم الاثنين الماضي، تمت مناقشة القضية، وقدم دفاع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية والمتمثل في المحامي مراد بكوري ما يفيد بطلان الدعوى وعدم اختصاص القضاء الاستعجالي في هذه النازلة، وعدم صفة المدعي لرفع الدعوى التي تعود صلاحيتها إلى نقيب المحامين دون غيره، نافية أي إساءة للسلسلة للمحامي ولا للمدعي شخصيا، لأنها "عمل فني يتضمن مشاهد تخييلية لا أقل ولا أكثر".

حرية الفن

من جهتها، دافعت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري بالمغرب، والمعروفة اختصارا بـ "الهاكا"، على أهمية صون حرية الإبداع الفني، وذلك بعد تلقيها لعدد من الشكاوى حول الأعمال التخييلية الدرامية، التي تعرض في شهر رمضان الجاري بالتلفزيون المغربي، واعتبرت أن التمثيل النقدي لمهنة معينة في عمل سمعي بصري "لا يشكل قذفا"، كما هو معروف قانونا، ولا يقصد منه الإساءة، بل هو مرتبط باختيارات فنية معينة لأصحاب العمل، الغرض منها نقد بعض الظواهر الاجتماعية، والتي تدخل في صلب مهمة ودور الإعلام والفن.

وسبق لـ "النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية" أن أصدرت بيانا نددت فيه بالتحريض ضد الإبداع وتقليص مجال حرية الإبداع في الدراما التلفزيونية بالمغرب، واعتبرت كل المبررات التي قدمتها كل تلك الجهات المشتكية واهية وبعيدة كل البعد عن مفاهيم ومعايير النقد الفني.

وللتذكير، فمنذ بداية شهر رمضان والأعمال الدرامية المعروضة بكثافة في التلفزيون المغربي في فترة الذروة مع وقت الإفطار، تتعرض للكثير من الاحتجاجات، على الرغم من تحقيقها نسبا عالية من المشاهدة في التلفزيون وعبر اليوتيوب، من جمعيات وهيئات مهنية كالمحاماة والتمريض وعاملي السكك الحديدية، وقبلهم العدول، وهو ما دفع بالعديد من الفنانين والنقاد والمثقفين بل وحتى ناشطين، إلى القيام بحملات مضادة عبر منصات التواصل الاجتماعي للتعبير عن استنكارهم لهذه الهجمة التي تعرضت لها مجموعة من الأعمال الدرامية في رمضان هذه السنة.

أخبار ذات صلة

"الهاكا" تدخل على خط أزمة الدراما المغربية.. وتتمسك بالدستور

وتجدر الإشارة إلى أن "قهوة نص نص" سلسلة كوميدية اجتماعية من إخراج هشام الجباري، وتأليف الكاتب محمد بوفتاس، وتمثيل كل من محمد باسو، وساندية تاج الدين، وسعيد آيت باجا، وفتاح الغرباوي، وبديعة الصنهاجي، ومحمد الأثير.

تم تصوير مشاهد السلسلة في السنة الماضية، وتدور أحداثها في مقهى وسط العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، وترصد حياة العاملين بالمقهى والشخصيات التي ترتاده من طبقات ومهن مختلفة، وتقدم صورة مصغرة عن المجتمع المغربي، وتتطرق في قالب فكاهي لمجموعة من المواضيع مثل الزواج، والبطالة، والطلاق، وغيرها من المواضيع.