بعد اللغط الذي أثاره بيان نقابة الفنانين المحترفين في لبنان، برئاسة الممثل جهاد الأطرش، والذي طالب فيه أعضاء النقابة عبر منشور رسمي بعدم التعرّض والتجريح بالأحزاب والتيارات والحركات والمذاهب ورموزها.

وتزامن توقيت البيان مع تفاعل قضية الفنان أسعد رشدان نتيجة سجال بينه وبين مناصري التيار الوطني الحر الذين أقدموا على الاعتداء على منزله، وإلصاق صور لرئيس الجمهورية ميشال عون على جدران المنزل كتب عليها "فخامة الرئيس ميشال عون تاج راسك"، منتهكين حرمة منزله.

وأوضح نقيب الفنانين المحترفين في لبنان جهاد الأطرش لـ"سكاي نيوز عربية" موقفه من الجدل بالقول: "لا شك بأن توقيت إصدار البيان من قبل النقابة تزامن مع ما تعرض له الفنان أسعد رشدان من مضايقات ما أثار هذا اللغط.

وأضاف لـ"سكاي نيوز عربية" بأنه سيتصل بالفنان رشدان لإيضاح موقفه، معربا عن مدى احترامه له وللمواقف الوطنية التي يتخذها كما للفنانين الذين يشاركون في الثورة ومطالبها المحقة.

وختم الأطرش كلامه بالتشديد على وحدة الصف النقابي واحترام الفنانين لبعضهم البعض على وسائل التواصل الاجتماعي، نافياً تعرضه لأي ضغوطات سياسية لإصدار البيان.

أسعد رشدان

بدوره، أكد الفنان أسعد رشدان لـ"سكاي نيوز عربية" أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من النقيب جهاد الأطرش بعد حديثه مباشرة لـ "سكاي نيوز عربية".

وأوضح أن النقيب الأطرش قدم اعتذاره له بخصوص البيان، لافتاً إلى أنه لم يكن هو المقصود في البيان الذي كان قد أعد قبل فترة زمنية رداً على العديد من المشادات التي تشتعل بها مواقع التواصل الاجتماعي بين الفنانين ما استوجب إعداد مثل هذا البيان الذي صودف توزيعه مع ما حصل مع الفنان رشدان، وشكر الفنان رشدان عبر "سكاي نيوز عربية" المبادرة التي قام بها النقيب الأطرش.

أخبار ذات صلة

رحيل قامات لبنانية وبسمات مصرية

عاصفة استياء ورد "فنانون من الشعب"

وكان عدد كبير من الفنانين أبدوا في الساعات الماضية، استياءهم الشديد من البيان، ووصفه كثيرون منهم بـ"بيان العار"، معتبرين أنه "يحمل بصمات بوليسية ويسعى لتجريد الفنان من دوره الأساسي وهو قيادة الرأي في المجتمع"، وخرجت مطالبات باستقالة فورية لمجلس النقابة وتحديد مواعيد سريعة للانتخابات النقابية تبعاً للقوانين والأنظمة الداخلية.

كما قام مجموعة من الأشخاص، سبق أن شاركوا في "ثورة 17 تشرين" العام الماضي، بإصدار بيانا صحفيا مضاداً لنقابة الفنانين المحترفين، تحت شعار "فنانون من الشعب"، بشأن التعبير عن استيائهم الشديد بقولهم: "مجالس النقابات التي وقعت على هذا البيان لا تعلم أن الفن يتجاوز الحدود. إن الفن لصيق بالحرية، وإن دور الفنان الأساسي هو التمرد على كل ما يعيق الفكر الحر والرأي الحر وحق الفرد في التعبير وذلك بهدف بناء عالم أجمل".

وأضاف الموقعون على البيان، وبينهم فنانون كبار مثل بديع أبو شقرا وطلال الجردي وعبدو شاهين وعايدة صبرا وعالية خالدي ومحمد عقيل وأنجو ريحان وغيرهم، أن "هذا البيان السقطة (بيان النقابة) يتنافى حتى الصميم مع مبدأ ومفهوم النقابات، فلا يمثل أي فنان حقيقيّ بغض النظر عن الاعتبارات السياسية والطائفية التي لا تدخل في قاموسه على الإطلاق".

واعترض عدد من الفنانين على صفحاتهم الخاصة على البيان واستغرب الممثل عبدو شاهين "إصدار البيانات في وقت يموت فيه المواطن والفنان على أبواب المستشفيات".

وقالت الممثلة أنجو ريحان: "يبدو أن مجالس النقابات التي وقّعت على هذا البيان لا تعلم أن الفنّ يتجاوز الحدود ولا يأبه بالمحظورات، والفنان لا يقف عند الرموز، بل هو الذي يبتكرها وينسِّقها ويمنحها كلّ المعاني السامية. يبدو أنّ هذه المجالس قد نسيَت أيضاً أنّ الفنّ هو لصيق الحريّة، وأنّ دور الفنان الأساسي هو التمرّد على كل ما يعيق الفكر الحر والرأي الحر".

وأفاد البيان بأن "مجالس النقابات تتقاعس عن واجباتها في تنظيم الانتخابات التي استحقت منذ فترة طويلة"، لذلك طالب الموقعون النقابة بالاستقالة الفورية، باعتبار ذلك "الحل الوحيد لتخطي هذه السقطة التي لا يمكن إصلاحها، وفي حال عدم التجاوب سيكون لنا تحركات تصعيدية على كل المستويات من أجل استرجاع النقابات إلى صفوف الفنانين".