من كان يتخيل فتيات وسيدات يركبن دراجات هوائية، في إطار ماراثون رياضي نسائي وسط مدينة الموصل، التي احتلها تنظيم "داعش" الإرهابي قبل سنوات؟

لكن هذا الخيال أصبح حقيقة بعدما تمكنت القوات العراقية من طرد التنظيم الإرهابي، وإعادة الحياة شيئا فشيئا إلى المدينة الجريحة، عاصمة محافظة نينوى شمالي العراق.

ونظمت المسابقة برعاية مديرية الشباب والرياضة في محافظة نينوى، تحت عنوان "سباق التحدي" للإناث، الذي أنطلق من الموصل القديمة والجامع النوري الكبير، إلى شارع النجفي في عاصمة المحافظة.

وصرحت إحدى منظمات الماراثون قائلة: "هذا أول ماراثون نسائي من نوعه في مدينة الموصل، حيث شاركت فتيات وسيدات من أنحاء المدينة والمحافظة ككل بأقضيتها ونواحيها، من بعشيقة إلى قرقوش".

الرياضة والرجال.. أسلوب حياة أم حياة شقاء؟

وكان اللافت في الماراثون أنه كسر الصورة النمطية عن المرأة، وشاركت فيه متسابقات من شتى المكونات العراقية، القومية والإثنية والدينية، مما أضفى مزيدا من الألق الجمالي على المشهد .

أخبار ذات صلة

عيد الفصح في العراق.. نكهة خاصة بعد زيارة البابا
رسالة للبابا من الموصل: "الأخوة أقوى من صوت الكراهية"
قرقوش.. المدينة العراقية التي تتحدث بلغة المسيح
برهم صالح: زيارة البابا إلى العراق كانت لحظة فرح تاريخية

وتكمن أهمية هذه المبادرة الرياضية اللافتة، في كسر احتكار الرجال لركوب الدراجات، حيث كانت هذه العادة في العراق مقصورة عليهم.

وتندرج هذه الفعالية الرياضية النسوية، التي شاركت فيها 35 سيدة وفتاة، في إطار محاولات منطقة الموصل نفض آثار التشدد الذي سيطر على المدينة عندما كانت في قبضة تنظيم "داعش".

وكانت المرأة دفعت الثمن الأكبر لتلك المرحلة الصعبة، من القتل والسبي والاغتصاب والزواج بالإكراه إلى البيع في أسواق النخاسة.