لم تكن الشابة القطرية نور، 21 عاما، الأولى في عائلتها التي تتزوج من أحد أقاربها، لكنها قد تكون الأخيرة.

وأنجبت نور طفلا ثم انتهى زواجها بعد عام ونصف بسبب ضغوط العائلة والتدخل المستمر.

وقال المركز العربي للدراسات الجينية، ومقره دبي، إن نصف الزيجات في منطقة الخليج العربي تتم بين الأقارب، وإن 35 بالمائة من الزيجات في قطر تكون بين أقارب من الدرجة الأولى.

فيما تصل النسبة في السعودية إلى ما بين 25 و42 بالمائة، بينما تتراوح في الإمارات بين 21 و28 بالمائة، وفقا لذات المركز.

وفي مناظرة عامة جرت مؤخرا بالعاصمة القطرية الدوحة حول زواج الأقارب، تمحور النقاش على العلاقة المضطربة بين الممارسات الثقافية والعلم الذي يحذر من زواج الأقارب.

وجاء النقاش في إطار "مناظرات الدوحة" التي تمولها مؤسسة قطر وتذاع في جميع أنحاء العالم، ويشارك فيها 4 أشخاص يتجادلون، مع وضد، اتخاذ خطوة لحث الناس للابتعاد عن زواج الأقارب.

وطبقت دول الخليج العربية فحوصا قبل الزواج مؤخرا للكشف عن أمراض وراثية مثل فقر الدم المنجلي وأمراض معدية مثل التهاب الكبد ونقص المناعة المكتسب.

وعبر البعض عن قلقهم من إجراء الفحوص الطبية قبل الزواج كونه قد يؤدي إلى وصمة عار.

وقال عمر، عماني في العشرينات من العمر ومشارك بالمناظرة، إن المجتمع الخليجي مجتمع هش للغاية وقد توحي هذه الفحوص بأن هذه الفتاة تعاني من مشكلة فلا تقترب منها.

وتحدث مساعد مدير المركز العربي للدراسات الجينية غازي تدمري عن المشاكل الاجتماعية التي تنجم عن زواج الأقارب والتي قد تكون أكثر من المشاكل الجينية المحتملة في بعض المجتمعات.

لافتا إلى أن الزواج مكلف في الخليج، وأن الجدال حول الأمور المالية قبل الزواج يكون أسهل بكثير بين أفراد العائلة الواحدة، كما أن زواج الأقارب يوفر الإحساس بالأمان للمرأة، وأنها لا تدخل عالما جديدا لكنها تندمج في عائلة تعرفها جيدا.

وردا على سؤال بشأن الموقف مما إذا كانوا متزوجين من أحد أقاربهم أو سيتزوجون قريبا لهم رفع شخصان فقط يديهما للموافقة بين أكثر من 300 شخص حضروا المناظرة.

ولا يحرم الإسلام زواج الأقارب، لكن البعض ينسب إلى النبي محمد حديثا يحض فيه على الابتعاد عنه.

وقال الأستاذ في علم الوراثة بمركز علم الجينات المقارن في جامعة مردوك في أوستراليا آلان بيتلز "بالنسبة لمواطني الخليج اذا لم تتزوج قريبا من الدرجة الأولى فإنه من المرجح كثيرا أن تتزوج من القبيلة أو العشيرة، وإذا تزوجت من القبيلة أوالعشيرة فمن المؤكد أن تتزوج أحد الأقارب مما يمثل خطرا أيضا".

وتعود ظاهرة زواج الأقارب لآلاف السنوات في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا ومناطق من جنوب آسيا، وتتم لأسباب من بينها الحفاظ على العلاقات بين القبائل وعلى ثروات العائلات أو كضرورة عملية بسبب الفصل بين الجنسين.