في مفاجأة لمحبي المدرسة المصرية في تلاوة القرآن وعشاق الشيخ محمد رفعت تحديدا، كشفت حفيدته هناء رفعت عن جمع أسرته 60 ساعة من التسجيلات النادرة للشيخ، التي لم يتم حفظها ضمن أرشيف إذاعة القرآن الكريم.

ويعد الشيخ محمد رفعت (1882-1950) الملقب بـ"قيثارة السماء"، أحد أعذب الأصوات في تلاوة القرآن، واحتفظ بمكانته وسط كوكبة من كبار القراء، فضلا عن أنه أول من قرأ القرآن في الإذاعة المصرية بالتزامن مع افتتاحها عام 1934.

وتحدثت هناء لموقع "سكاي نيوز عربية"، عن رحلة الحصول على التسجيلات النادرة غير المحفوظة للشيخ، بعد أكثر من 70 عاما على رحيله.

فعلى مدار عام ونصف، عكفت عائلة الشيخ رفعت على جمع مئات الاسطوانات التي لم تزد مدة الواحدة منها عن دقيقتين، وجرى إعادة ترميمها وتنقيتها ليصبح الصوت بجودة أعلى، ثم نقل محتواها إلى وسائط حديثة.

وتوضح هناء أن "الاسطوانات التي تم جمعها لتلاوات الشيخ عمرها عشرات السنين. وقتها لم تكن التكنولوجيا متطورة مثل اليوم، وفي ظل الإمكانيات المحدودة لنا احتاج الأمر لمجهود مضن من العائلة بأكملها".

أخبار ذات صلة

إذاعة القرآن الكريم بمصر.. تاريخ من العراقة يعود للواجهة
مصري يروي قصة 50 عاما من إصلاح المصاحف والأناجيل

وأمضت العائلة نحو عام ونصف داخل استوديو خاص بها، لترتيب الاسطوانات ونقلها إلى أجهزة كمبيوتر.

وتقول الحفيدة عن حصاد جهد السنوات الماضية في جمع تراث الشيخ رفعت: "جمعنا حتى الآن نحو 30 ساعة مسجلة، ونعمل على صيانة وترميم 30 ساعة أخرى. الأمر ليس باليسير ويحتاج منا إلى التركيز"، كما أشارت هناء إلى ضرورة عرض التسجيلات على لجنة خبراء ومشايخ للتأكد من عدم وجود أخطاء بسبب التسجيل بتقنيات وأدوات قديمة.

وقال الصحفي والناقد الفني أيمن الحكيم الذي اطلع على التسجيلات، إن أسرة الشيخ رفعت وبمجهودات شخصية عملت على جمع وتنقية ما يقرب من 30 ساعة من قراءات الشيخ، وهناك مئات الاسطوانات لا يزال العمل قائما عليها، وأوضح أن "الأمر يحتاج إمكانات ضخمة من أجل خروجها للنور في أفضل حالاتها".

وأضاف الحكيم لموقع "سكاي نيوز عربية": "تم بالفعل التواصل بين عائلة الشيخ وإذاعة القرآن الكريم، ومن المقرر أن يعقد اجتماع يضم الطرفين لبحث أفضل وسيلة لبث التسجيلات، لأنها في الأصل حق أصيل لإذاعة القرآن الكريم التي كانت تذيع تسجيلاته".

وتابع: "نتمنى أن يكون هناك حماس من القائمين على الإذاعة المصرية للعمل على تنقية إنتاج الشيخ رفعت، وإعادة بثه من جديد".

ويبدو أن هذا موقف إذاعة القرآن الكريم بالفعل، حسبما أكد مدير التخطيط بها علي مسعود.

وقال مسعود لموقع "سكاي نيوز عربية" إن الإذاعة ترحب بجمع وبث تراث الشيخ رفعت، مؤكدا استعدادها أيضا لدعم مجهودات الأسرة.

وأوضح: "الخطوة الأولى تكون دوما من عائلة الشيخ، إذ يتم إهداء التلاوات التي تم تنقيتها والعمل عليها لاتحاد الإذاعة والتلفزيون مع منحها حق البث، ثم تأتي الخطوة التالية بتشكيل لجنة خبراء لإعداد التسجيلات للبث وتحسين جودتها وتنقيتها، خاصة أن التسجيلات القديمة تعاني الكثير من الشوائب".

وأضاف مسعود: "الخطوة الثالثة هي وضع القراءات التي لم تسمع من قبل على خريطة البث"، مؤكدا حرص إذاعة القرآن الكريم على جمع تراث الشيخ وقدامى القراء لارتباط الجمهور بأصواتهم في مصر والعالم، فضلا عن كون تلاواتهم تراثا مصريا أصيلا.

وتواصل أسرة الشيخ رفعت جمع ما يمكن جمعه من تسجيلاته، بمساعدة محبي القارئ البارع.

وتقول حفيدة الشيخ رفعت: "نعرف جيدا مدى تعلق محبي الشيخ رفعت بصوته، لذا عكفنا طوال السنوات الماضية على جمع ما وصلت إليه أيدينا من تسجيلاته غير الموجودة لدى إذاعة القرآن الكريم، بهدف إعادة طرحها بما تناسب مع التطور التكنولوجي ومن خلال الإذاعة ذاتها".