افتتح وزير السياحة والآثار المصري، الدكتور خالد العناني، ووزير التنمية المحلية، اللواء محمود شعراوي، الاثنين، النقطة الثانية في مسار العائلة المقدسة بعد الانتهاء من مشروع تطويرها، كما قاموا بزيارة كنيسة سخا بمحافظة كفر الشيخ.

وتعد هذه المنطقة هي ثاني موقع في مصر ضمن مشروع مسار العائلة المقدسة يتم افتتاحه بعد تطويره.

وتأتي هذه الزيارات ضمن سلسلة الافتتاحات التي تقوم بها الوزارتين، التي بدأت في يناير الماضي بافتتاح أعمال تطوير موقع سمنود بمحافظة الغربية كأول نقطة يتم تأهيلها بنسبة 100%.

رحلة العائلة في مصر

أمضت العائلة المقدسة في مصر ما يزيد على ثلاث سنوات باركت فيها أكثر من 25 بقعة في ربوعها المختلفة من مدينة الفرما في سيناء إلى محافظة أسيوط صعيد مصر، لتتحوّل الأماكن التي أقامت فيها إلى مزارات دينية وسياحية للمصريين والأجانب على حد سواء، لما لها من أهمية كبيرة كتراث ثقافي للإنسانية.

أخبار ذات صلة

"مسار العائلة المقدسة".. أول رحلة "حج مسيحي" في مصر

 

أخبار ذات صلة

الحياة تعود لـ"بلاد الذهب".. قِبلة "سياحة المشاهير" في مصر

وقد أطلقت الحكومة المصرية، خلال السنوات الماضية مشروعا لإحياء مسار العائلة المقدسة، تشرف عليه وزارة التنمية المحلية، بمشاركة عدة وزارات، والمحافظات التي تقع على خط المسار وهي القاهرة والبحيرة والشرقية وكفر الشيخ والمنيا وأسيوط والغربية وشمال سيناء.

ويضم المشروع نحو 25 نقطة تمتد لمسافة 3500 ذهابا وعودة، من سيناء حتى أسيوط، حيث يحوي كل موقع حلت به العائلة مجموعة من الآثار في صورة كنائس أو أديرة أو آبار مياه ومجموعة من الأيقونات القبطية، الدالة على مرور العائلة المقدسة بتلك المواقع.

مشروع قومي

مستشار وزير التنمية المحلية للتعاون الدولي، السفير محمد حجازي، يقول إن مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة يعتبر أحد أهم المشاريع القومية التي تحظى باهتمام الدولة المصرية، إضافة إلى الاهتمام الدولي بهذا المشروع ذو البعد التراثي والثقافي والديني، وعملت وزارة التنمية بالتعاون والتنسيق مع وزارة السياحة وباقي الوزارات والكنيسة القبطية المصرية، عبر 25 نقطة تمتد من مدينة الفرما أقصى شمال مصر، وحتى محافظة أسيوط في الصعيد.

وأضاف حجازي، لموقع سكاي نيوز عربية، أنه جارى حاليا وضع اللمسات الأخيرة على جميع نقاط المسار التي شهدت عملية ترميم وتطوير بالشكل الذي يمكن خلاله تقديمها في صورة برنامج سياحي شامل، تقدم مصر للعالم واحدا من نماذج الاحتفاء بالتراث الإنساني التي ساهمت مصر فيه بحضاراتها، وتضيف صرحا ثقافيا وأثريا.

وأشار المسؤول المصري، إلى احتفاء البابا فرانسيس الأول بمشروع المسار، واعتباره مكملا لمسار الحجيج، وأنه نقطة التقاء جديدة بين الثقافات والحضارات وتم وضعه على خريطة الحج لدى الفاتيكان.

تطوير المناطق المجاورة

 وقال عضو اللجنة التنفيذية بمشروع مسار العائلة المقدسة بمصر وكاهن كنيسة العذراء بالمعادي، القس إسطفانوس، إن الدولة شكلت لجنة وزارة من أجل تنفيذ مشروع المسار من خلال تطوير الأماكن التي تحيط بنقاط المسار ومحاولة توحيد الأشكال المحيطة به، بحيث يصبح من السهل على السائح معرفة مزارات العائلة المقدسة، ولذلك تم عمل شعار خاص بالمشروع وكذلك لوحات استرشادية في الطرق.

وتابع القس إسطفانوس، لموقع سكاي نيوز، أنه بالفعل تطوير الأماكن المحيطة بنقاط المسار، وهناك محلات كانت تبيع خضروات وفواكه تحولت إلى بيع التذكارات للسائحين والصناعات اليدوية، كما يساعد المشروع على تنمية المجتمعات المجاورة لنقاط المسار وتطوير البنية التحتية والمشروعات الصغيرة، كما يساهم في تنشيط الحركة السياحية.

وأشار إلى أنه تم الانتهاء من حوالي 85% من أعمال المشروع، وهناك نقاط تم افتتاحها، ورغم تأثيرات جائحة كورونا إلا أن أعمال المشروع ظلت تعمل بوتيرة عالية، وقريبا سيتم افتتاح المشروع بشكل كلي.

التنوع السياحي

عضو اللجنة الوزارية لإحياء مسار العائلة المقدسة بوزارة السياحة، نادر جرجس، قال إن "مشروع إحياء المسار يستهدف 2.3 مليار مسيحي حول العالم، وهو يحمل الكثير من المكاسب التي لا تقدر بثمن، على رأسها تحسين الصورة الذهنية لمصر أمام العالم، وأنه رسالة تأكيد على أمن واستقرار مصر، وأن مصر تحتضن جميع الثقافات والحضارات وتتعايش فيما بينها في سلام.

وأضاف جرجس، لموقع سكاي نيوز عربية، أن المشروع يدعم الاقتصاد المصري بشكل كبير، نظرًا لأن تكلفة السياحة الدينية تمثل أضعاف تكلفة السياحة الشاطئية، خاصة بعد الخسائر التي تعرضت لها السياحة الشاطئية عقب قرارات وقف الرحلات السياحية من بعض الدول الهامة مثل روسيا التي تمثل 33% من السياح القادمين إلى مصر وبريطانيا إلى مصر.