تحول حفل افتتاح مسجد جديد بإحدى قرى محافظة الشرقية، شمال العاصمة المصرية القاهرة، إلى مأتم كبير، بعد وفاة 3 طباخين، من بينهم سيدة، استقدمهم أهالي القرية لإعداد الولائم للمشاركين في فعاليات الافتتاح، الذي كان يتم التجهيز له منذ ما يقرب من شهر.

واستيقظ أهالي قرية "ميت ردين"، التابعة لمركز ومدينة أبو حماد بمحافظة الشرقية، على خبر الفاجعة بوفاة الطباخين الثلاثة، نتيجة اختناقهم بالبخار المتصاعد من الأطعمة التي كانوا يحضرونها ليلاً، بعد أن أخذتهم غفلة وانغمسوا في نوم عميق، متناسين وجود مياه على موقد الغاز، مما أدى إلى اختناقهم نتيجة زيادة نسبة بخار الماء داخل الغرفة المغلقة أثناء النوم.

وتعود الواقعة إلى مساء يوم الجمعة الماضي، حين انطلق الطباخ وائل محمد، من قرية كفر الجنيدي التابعة لمركز ديرب نجم في محافظة الشرقية من محل سكنه إلى قرية "ميت ردين" التابعة لمركز ومدينة أبو حماد بنفس المحافظة، لتجهيز وليمة لتقديمها للمشاركين في حفل افتتاح أحد المساجد.

مصر.. حفل افتتاح مسجد يتحول إلى "مأتم"
أحد الطباخين الذين قضوا في الحادثة.

وائل الذي يعمل في مهنة الطهي منذ سنوات طويلة، اصطحب اثنين من أهالي قريته لمساعدته في تحضير الطعام، هما: السيد عبد الرزق "45 عاما" والسيدة أم محمد عطية عطية "52 عاما".

ووصل الثلاثي إلى المسجد وبدأوا التحضير للوليمة لمدة تجاوزت 5 ساعات، قبل أن يغلبهم النعاس ويخلدوا إلى النوم استعدادا لليوم التالي في غرفة مغلقة حاصرهم فيها بخار الطعام الذي طرد الأوكسجين من الغرفة، وتسبب في وفاتهم خنقا، وفقاً للتقرير المبدئي للطب الشرعي.

أحمد عطية، أحد أهالي قرية كفر الجندية مسقط رأس الطباخين الثلاثة، كشف لـ"سكاي نيوز عربية " تفاصيل ما جرى في الواقعة التي هزت أهالي القرية والقرى المجاورة.

الطباخة رفقة طباخ آخر توفيا في الحادثة.

وأشار إلى أن ذويهم فوجئوا صباح أمس السبت باتصال من مستشفى الزقازيق العام يخبرهم بوفاة الطباخين الثلاثة، موضحا أن الخبر كان صادما للجميع، خصوصا وأن الثلاثي من المشهود لهم بحسن السمعة والسيرة الطيبة، وشاركوا من قبل في إعداد الولائم في الكثير من حفلات الزفاف وغيرها من المناسبات الاجتماعية.

وأكد عطية أن تقرير الطب الشرعي أثبت وفاة الثلاثة باختناق تسبب فيه بخار الطعام الذي كانوا يعدونه لأهالي القرية المشاركين في افتتاح المسجد، وهو ما تطابق مع تحريات المباحث وشهود العيان، مشيراً إلى النيابة العامة أمرت بدفن الجثث مع استكمال التحقيق في الواقعة.

أخبار ذات صلة

أم تحرق طفلها أمام أخته.. لأنه كشف "سرها"

وتحدث عطية عن مشهد وداع ودفن الطباخين الثلاثة، قائلا:" كل أهالي القرية تقريبا شاركوا في وداع شهداء لقمة العيش، الذين رحلوا عن عالمنا وهم يؤدون عملهم بنزاهة وشرف، وكان مشهد وداعهم مهيبا وسيطر الحزن على كل بيوت القرية".

وكان اللواء إبراهيم عبد الغفار، مدير أمن الشرقية، قد تلقى إخطارا من اللواء عمرو رؤوف، مدير إدارة البحث الجنائي، يفيد بورود إشارة لمستشفى أبو حماد المركزي، باستقبال جسمان 3 طباخين مقيمين جميعا في قرية الجندية بدائرة مركز شرطة ديرب نجم، مصابين باختناق، وتم نقلهم إلى مستشفى أبو حماد المركزي وتوفوا أثناء محاولة إسعافهم.