رغم أن نوروز (اليوم الجديد بالعربية) هو عيد قومي يجمع الكرد أينما كانوا، لكن مدينة عقرة (آكري) الواقعة في محافظة دهوك في إقليم كردستان العراق لها بصمة خاصة، وطقوس تميزها عن غيرها من مدن ومناطق كردستانية أخرى، سواء في العراق أو تركيا أو إيران أو سوريا.

وباتت مدينة عقرة تسمى "عاصمة نوروز"، حيث تخطف الأضواء، بطريقتها الخاصة المميزة، في الاحتفاء وطقوسها النوروزية الفريدة.

ويقول الصحفي عبد الحميد زيباري وهو من أبناء المدينة، في لقاء مع موقع "سكاي نيوز عربية": "هذا التميز لعقرة مرده مجموعة من الشباب يعملون بشكل تطوعي وجماعي منظم، لإعداد العدة ليوم نوروز قبل أسابيع حتى، وذلك لإبراز اسم مدينتهم، في هذه المناسبة القومية".

ثمة شركات تدعم الشباب المتطوعين لإحياء النوروز

ويضيف: "ولتضاريس المدينة التي تحيطها الجبال، وطبيعتها الساحرة دور محوري أيضا في تميز طقوس نوروز عقرة، حيث القلعة التي تطل على المدينة، والجبال والتلال التي كانت سابقا، تزين بنيران نوروز من خلال حرق إطارات السيارات المستعملة والمتهالكة، والتي كان يتم توزيعها على السلاسل الجبلية، والتلال المطلة على المدينة، والمحيطة بها".

ويتابع: "لكن الآن، وللمحافظة على البيئة وعدم تلويثها، تراجعت ظاهرة حرق الإطارات، ويتم بدلا عنها صناعة مشاعل من الخرق ملفوفة بعصي متينة، والتي تحمل من قبل الشباب، الذين يصعدون للقلعة والتلال المطلة على المدينة، عشية يوم نوروز، مضفية منظرا جماليا خلابا، على مشهد الاحتفال".

أخبار ذات صلة

مع اقتراب عيد نوروز.. قفزة في تكاليف الأزياء الكردية
كارثة دجلة في العراق.. ارتفاع عدد وفيات غرق العبارة

ويقول زيباري: "يتذكر أهالي عقرة في كل عام كيف كان شباب المدينة، يتحدون عناصر المخابرات والأمن إبان عهد صدام حسين، الذين كانوا يمنعون الناس من إبقاد شعلة نوروز، وكيف كانت تقع جراء ذلك اشتباكات واحتكاكات، بين الشباب وأزلام البعث، ولكن في المحصلة كانت الكلمة الفصل للشباب، الذين كانوا يشعلون نيران نوروز، رغم القمع والملاحقة والتضييق".

تحيط بالمدينة تضاريس مختلفة

ويستطرد: "بعد الانتفاضة الكردستانية الشعبية، في العام 1991 وطرد النظام البعثي، من محافظات إقليم كردستان (دهوك وأربيل والسليمانية) ومدنه، ومنها بطبيعة الحال مدينتنا عقرة، زاد الاهتمام أكثر بنوروز، بفعل أجواء الحرية واستتباب الأمن والأمان، وتطورت طقوس وطرق إيقاد شعلته، وإنارة الجبال والتلال المحيطة بالمدينة، بالمشاعل النوروزية بطريقة مبهرة، ومثيرة للإعجاب".

ويبرز: "وثمة حاليا شركات من القطاع الخاص، تدعم الشباب المتطوعين لإحياء مراسيم نوروز، من خلال تنظيم الحفلات الموسيقية، وإطلاق الألعاب النارية، التي تزين سماء المدينة، وتحولها للوحة جمالية ملونة".

يتوجه الكثير من المواطنين إلى عقرة

ويختم زيباري حديثه، مع موقع "سكاي نيوز عربية" بالقول: "نظرا لتميز طقوس إحياء عيد نوروز في مدينة عقرة، يتوجه إليها الكثير من المواطنين القادمين، من مختلف مناطق كردستان، وحتى من أجزاء كردستان الأخرى، لقضاء أيام هذا العيد في عاصمة نوروز".