لا يزال الأمل يعرف طريقه إلى قلوب الليبيين رغم الحرب والدمار، وليس هناك أفضل من الفن ليغطي على رماد الرصاص بألوان البهجة.

وقرر إسكندر السوكني، وهو فنان تشكيلي ليبي متخصص في رسم الحروف العربية، تغيير صورة الحرب في طرابلس إلى صورة للسلام، وذلك برسم لوحة على مساحة أرض شاسعة وسط العاصمة الليبية.

ويعتبر السوكني من أبرز الفنانين الليبيين التشكيليين، وله لوحات كثيرة عرضت داخل ليبيا، وأخرى في دول أوروبية والصين وأميركا.

أخبار ذات صلة

"دراسة حديثة".. 16 تعبيرا لوجوه البشر تكشف مفاجأة
مطعم "عجيب" بالرباط يعلم فنون الطبخ لمصابين بمتلازمة داون

وأنجز الفنان لوحته الأرضية على مسطح الكلية العسكرية للبنات، بمساحة تتجاوز 2500 متر، خلال 3 أشهر تقريبا، ويقول في تصريحات خاصة لـموقع "سكاي نيوز عربية " أن مكونات اللوحة وألوانها اختيرت بعناية لتبعث انطباعا إيجابيا وراحة نفسية لزوار منتزه طرابلس العائلي، وتكون رسالة سلام وحب وأمل لهم.

ودمج السوكني بين "روح الإنسان" التواقة إلى الحياة وجمال الألوان المبهرة، كما حرص على أخذ آراء الزوار من بداية العمل وحتى نهايته.

وأكد الفنان التشكيلي الليبي أن اللوحة الفنية لاقت رواجا في الصفحات الليبية على مواقع التواصل الاجتماعي، مشددا على أنه بدء المسيرة، وسوف يستجيب الفنانون الليبيون لتكرار التجربة في جميع المدن.

السوكني يرسم لوحته الضخمة
لوحة السوكني من أجل السلام

وتنوعت الألوان في الأرضية بين الأصفر والأزرق والأحمر، في دوائر وتموجات تلامس أبعاد الفضاء المجاور، و"كأنها بهذا الانحناءات ماضية في تمددها إلى ما لا نهاية"، وفق السوكني.

العمل دفع نشطاء ليبيين إلى دعوة الفنانين والمثقفين والرسامين والمصورين والكتاب والطلاب وأساتذة كلية الفنون والإعلام، إلى دعم السوكني وحضور احتفال افتتاح اللوحة، لدعم رسالة السلام التي تحملها اللوحة الأرضية.

ولفت السوكني في حديثة لـموقع سكاي نيوز عربية إلى أن الاحتفالية، التي عقدت الثلاثاء بطرابلس، كانت غير عادية، وشارك فيها عازفو البيانو المحترفون، الدكتور الصيد والدكتورة عائشة الفرجاني زوجته، والعازف فتحي سلامة، إضافة إلى حضور الفنانة التشكيلية والمتضامنة معه الدكتورة إلهام الفرجاني ومصورين محترفين مثل زوايا طرابلسية وأحمد الترهوني.

وقدمت الدكتورة إلهام الفرجاني رسومات مباشرة بالأبيض والأسود أمام الحضور، مستندة بمخيلتها إلى أنغام البيانو وسحر الفضاء المفتوح، حسب السوكني، الذي لفت إلى أن اللوحة "أصبحت صوت وصورة ورسم حي أمام الزوار".

وأرجع الفنان النجاح خلال الاحتفال وبعده إلى أن العمل "كان صادقا بكل تجرد"، معقبا: "أردت التغيير إلى الأجمل، مِن المكعبات الإسمنتية إلى ألوان تبعث البهجة والأمل والتفاؤل، وتجاوب الليبيين كان مشاركة في حب الوطن".